يبدو أن بعض السائقين يود الحصول على إجابة لهذا السؤال، فقد دأب هذا النظام على اقتناص السيارات المخالفة بسياراته وكاميراته المنتشرة في شتى أنحاء المملكة، فتحولت الابتسامات التي تسبق التقاط الصور وما يصاحبها من وميض الشهرة إلى نظرات عبوس وامتعاض من السائقين المخالفين. ومن هنا تبدأ رحلتنا الاستكشافية للإجابة عن هذا السؤال الكبير.. متى ينام ساهر؟ هل هناك إجازة سنوية تستريح فيها سيارات ساهر ويغمض فيها أعينه عن المخالفين؟ لقد كانت الإجابة بالنفي، لأن الكثير من السائقين يودون الوصول إلى أماكن أعمالهم على جناح السرعة.. فماذا عن أوقات الظهيرة؟ هل يأخذ ساهر قسطا من الراحة وقت القيلولة؟ وكانت الإجابة بلا أيضا، لأن الكثير من السائقين يحرصون على الوصول إلى منازلهم بسرعة البرق لتناول الغداء والاستمتاع بغفوة قصيرة.. فلم يعد أمامي إلا ساعات الليل المتأخرة، فهل ينام ساهر أثناءها؟ ومن هنا أطل ساهر مبتسما وهو يذكرني بأن لكل شخص من اسمه نصيبا مادامت الشوارع لاتخلو من محبي السرعة وإثارتها. عندها أحسست بأن الوقت قد حان للاستسلام وإعلان الإجابة عن هذا السؤال بشكل نهائي، وقبل أن أفعل ذلك... إذا بي أغمض عيني واستغرق في نوم عميق أرى فيه ما يشبه الحلم، لقد كانت الشوارع خالية من الحوادث وكان الناس يذهبون إلى أماكن أعمالهم وبيوتهم بدلا من المستشفيات لأن جميع السائقين يتقيدون بحدود السرعة ولم تنتشلني من هذا المشهد الجميل إلا ابتسامة ساهر وأنا أنظر إليه وهو يستغرق في نوم عميق.. وإذا بي استيقظ وأنا أردد.. نوما هنيئا ياساهر. نوما هنيئا ياساهر. جلال عياد مركز التدريب الصناعي - الظهران - أرامكو السعودية
مشاركة :