ضمير عالمي ينام متى يشاء ويصحو متى يشاء!

  • 10/30/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

‭{‬ يبدو أن (مبدأ النفعية والنفاق العالمي) هو المسيطر اليوم بشكل طاغٍ خاصة على (أخلاقيات الغرب وشعاراته الإنسانية والحقوقية) التي في ظل تواتر الأحداث لا نراها إلا قربة مقطوعة أو اسطوانة مشروخة! ومن ثم، فإن الحديث المتواصل عن (الضمير العالمي) الذي صحا فجأة في قضية خاشقجي من دون اكتمال الدلائل في التحقيقات، هو نفسه (الضمير العالمي الرسمي) الذي اتخذ وضع الميت (أو كان ميتا بالفعل) أمام آلاف القضايا من قتل واختفاء وتعذيب صحفيين وكتاب ومفكرين وعلماء ذرة عرب على يد استخبارات غربية والموساد، بل عشرات المسؤولين في مراكز حساسة في دولهم وفي العالم، وآخرهم «رئيس الإنتربول الدولي» وغير ذلك من أفراد على اتساع جغرافيا العالم! ‭{‬ أما على مستوى الشعوب فحدث ولا حرج! ماذا فعل الأمريكيون في فيتنام وكمبوديا وأمريكا اللاتينية تجاه قتل حتى بعض رؤساء دولها؟! وماذا فعلوا في العرب وفقا لأجندة الشرق الأوسط الكبير؟! وماذا فعلوا هم والبريطانيون والفرنسيون والإسبان في أزمنة الاستعمار بالشعوب التي استعمروها؟! وماذا فعلوا بالشعب الفلسطيني وقضيته، وإسرائيل تدوس على كل القوانين الدولية وعلى كل الشرائع والأخلاقيات والمبادئ الدولية ولا أحد يحاسبها على جرائمها الكبرى ضد الشعب الفلسطيني؟! وماذا وماذا، مما يندى له الجبين من المخططات والأطماع ودكتاتورية الدول الكبرى التي تتسلط على رقاب الشعوب وثرواتها؟! وماذا فعل العالم تجاه سجن أبوغريب وجوانتنامو؟! كل ذلك وغيره، ولم ولن يصحو (الضمير الدولي) لرؤيته أو لطلب العدالة فيه! (ابتزازات أخلاقية) مستمرة والغرب (بأدواته) ينسى وحشيته، وينسى العنصرية المتفشية فيه! واليمين المتطرف الذي يتصاعد إلى حد إلقاء مسلمات تحت قضبان الـترام! والاعتداءات الجسدية واللفظية على المسلمين في كل مكان في أمريكا وأوروبا! ‭{‬ مؤخرا وفي خضم صراخ المدافعين عن الحرية والكرامة الإنسانية اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الراهب (ماكرويس) راهب (الكنيسة القبطية بالقدس) وهي كنيسة دير السلطان بشكل وحشي تم تصويره، ولم تتم حتى الإشارة إلى هذا الاعتداء الوحشي على راهب مسالم! أين اختفى المدافعون عن الحرية والكرامة الإنسانية؟! ألم يكن إنسانا؟! ولكن «الكيان الصهيوني» الذي لم يسلم منه لا الأطفال ولا النساء ولا الشيوخ ولا رجال الدين والرهبان، لا أحد يصحو ضميره تجاه ما يفعل! ولكن لو أن الحدث ذاته قد حدث في أي بلد عربي لقامت الدنيا ولم تقعد كالعادة، ولظهرت (جوقة الدفاع عن الحرية والحقوق والكرامة الإنسانية) لتطلق العويل والندب وتشهر بالعرب والمسلمين كما يفعلون عادة باستغلال أي قضية خاصة ضد السعودية! ‭{‬ ضمير يحركه (مبدأ النفعية والنفاق والعنصرية والأطماع والأجندات) هو ليس بضمير! وأخلاقيات غربية تدعي أنها أخلاقيات «العالم الحر» وتعتمد المعايير المزدوجة، هي ليست بأخلاقيات وعالمها في جوهره ليس بالعالم الحر! وحرية تعبير أكثر ما تجيده هو الهجوم على الإسلام وعلى العرب وحرق القرآن وسب وشتم الرسوم الأعظم، هي ليست بحرية تعبير! لأنها تصبح (حرية خرساء) أمام انتقاد إسرائيل حتى سياسيا، فقانون معاداة السامية يقف بالمرصاد! ‭{‬ «قضية خاشقجي» واغتياله مدانة من الجميع بشكل طبيعي، فلماذا تحولت إلى (هوس دولي) تفوق فيه (الضمير الدولي) على نفسه آلاف المرات ليدَّعي الصحوة وليفوق الهوس كل التصورات، وليستند هذا الضمير لأسابيع قبل «البيان السعودي» على الأكاذيب والشائعات والتسريبات، هل لأن «خاشقجي» تمس قضيته السعودية؟! هنا يصحو بالطبع الضمير النائم، فالقصة هي بلاد الحرمين، بلد الإسلام والعرب ورغما عنهم بلد المبادئ الدينية والإنسانية الحقة، والبلد الذي يريد أن يحقق النجاح! لذلك فالرؤساء يصرِّحون! وجوقة الدفاع عن الحرية والكرامة يصرخون ويتظاهرون! والمحللون يملأون الشاشات والتغطيات تتحول إلى حملة مسعورة ضد السعودية، على مدار الساعة، والجميع يكررون الكلام ذاته؛ لأن مثل هذا الإعلام التضليلي الذي صحا ضميره بشكل فجائي يدرك أن الهدف الواضح في هذه القضية ليس فقط تشويه السعودية، بل العمل على إسقاط نظامها وبث الفوضى فيها واستكمال الربيع الصهيوني بحجة الدفاع عن «خاشقجي»! ويا له من ضمير عالمي حيّ!

مشاركة :