تدريب القادة الوسطيين تحت مجهر المراجعة

  • 6/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

A يُعَدُّ التدريب والتطوير المهني وسيلة مهمة لأيّ فردٍ يعمل بمنظمة حكومية أو خاصة، كما أنه يهدُف إلى إعطاء الفرصة الكاملة للعاملين في المنظمات لتأدية العمل المطلوب منهم بكفاءة وجودة عالية، ومِن ثَمَّ فهو وسيلةٌ لتنمية قُدُرات الفرد الشخصية التي تنعكس فائدتها على المتدربين أنفسهم ومنظماتهم، ومن ثَمَّ المجتمع المحيط بهم بشكل عام. بطبيعة الحال فإن التركيز على كفاءة وفاعلية القادة الوسطيين (الوكلاء) في المدارس الابتدائية لم يأتِ عشوائيًّا؛ حيث إن الدور الذي يلعبه القادة الوسطيين في المدرسة مهم جدًّا؛ كونهم حلقة الوصل والجسر الذي يربط بين قائد المدرسة والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، ولهم دور مهم في صياغة وتأهيل سلوك الطلاب وبناء علاقات ذات ثقه مع المعلمين. إنَّ إثارة هذا النوع من القضايا يستلزم المراجعة والتفكير جيدًا قبل البدء في عملية التدريب والتطوير المهني. ولذلك هناك أمران مُهمَّان يجب مراعاتهما، وهما: أولاً- أن يستوعب القائمون على إعداد البرامج التدريبية معرفة الصعوبات والتحديات التي يواجهها القادة الوسطيين في حياتهم العملية اليومية، وبالتالي صياغة البرامج المقدَّمة بطرقٍ تدريبية ممنهجة، لا تعمل فقط على تطوير المهارات الإدارية والتقنية، بل تراعي تطوير المهارات النفسية أيضًا. لذلك ينبغي عند إعداد البرامج التدريبية الأخذ بعين الاعتبار أنَّ العناية بالمهارات النفسية للقادة الوسطيين في ضوء التحديات السلوكية مهم جدًّا وأساس لا غِنَى عنه، أضف إلى ذلك؛ مراعاة وإدراك العمق في التغيير الحاصل في بيئة التعليم عالميًّا ومحليًّا، والذي جعل القادة الوسطيين وغيرهم من التربويين أو الإداريين في مواجهة جيل جديد متغاير بمعاييره وطريقة تعاملاته عن الأجيال السابقة التي لا يزال بعض القادة الوسطيين -للأسف- يتعاملون بها. ثانيًا: يتطلب من القادة الوسطيين أنفسهم أن يكونوا قادرين على تحديد احتياجاتهم التدريبية والمهاراتية بكل شفافية ومصداقية، والاتجاه نحو البرامج التدريبية التي تَسُدُّ احتياجاتهم؛ حيث إنَّ الاتجاه العشوائي نحو أيٍّ من البرامج المطروحة من أجل تحقيق سَبْقٍ في عدد الدورات، والحصول على شهاداتها؛ سيؤدي إلى ضياع الوقت والجهد واكتساب مهارات في غير مكانها، ومن دون فائدة حقيقية. كما أنَّ الوعي الذي يجب أن يتمتع به القادة الوسطيون في استلهام احتياجاتهم التدريبية سيساعد أيضًا القائمين على إعداد البرامج التدريبية وتقديمها لهم بثقة عالية. ​سعيد مساعد السبيحي جامعة مانشستر متروبوليتان - بريطانيا

مشاركة :