منذ الأمر الملكي الكريم بفصل وزارة الثقافة عن الإعلام والبشائر تلوح في الأفق الثقافي بمرحلة عصرية تولي الثقافة والفنون المختلفة أولويتها التي تستحقها وتؤسس لمرحلة جديدة تكون الثقافة فيها عماداً للنهضة الوطنية، وسبيلاً من سبل التطوير والتقدم للمكان والإنسان في وطن مترامي الأطراف ومتعدد الثقافات. وطن تزخر أرضة بالتراث الحضاري والموروث الإنساني الضارب في عمق التاريخ البشري. المثقفون: أصبح ما كان حلماً يوماً ما، واقعاً معاشاً وحالة راهنة، وهذا ما يجعل الكثير منهم يرون أنه من واجبهم إبداء رأيهم ومقترحاتهم بما يحقق المنجز الذي تسعى له وزارة الثقافة.. أكد نائب رئيس النادي الأدبي بالأحساء السابق وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن قاسم الجريان أن المجتمع السعودي يعد في مقدمة المجتمعات العربية والعالمية ومن أكثرها حراكًا ثقافيَّاً، وإبراز الأبعاد الثقافية والأدبية المتنوعة لمملكتنا الغالية، هو رسالة الثقافة والمثقفين وأهل الفكر والرأي، ولذا نتحمّل رسالة هذا الوطن الغالي ألا وهي: (رسالة الأمن والسلام) للعالم كله شرقه وغربه، وستكون هذه الرسالة محور اهتمامنا كما كانت من قبل، وستكون مصدر كتاباتنا وأدبنا وثقافتنا، وبالتأكيد أن دعم الوزارة هو مبتغى الجميع لإيصال هذه الرسالة للعالم أجمع. وأضاف: إن العالم بأسره ينظر إلى بلادنا المباركة مهبط الوحي وقبلة الأفئدة على أنها العمق الاستراتيجي للإسلام الحق المعتدل الذي يحمل السلام للكون كله. موضحاً أن عماد الأمم هم مثقفوها وأدباؤها وكتابها، لذلك كان إنشاء وزارة تعنى بالشأن الأدبي والثقافي والفكري لتحقق طموحاتهم وآمالهم، واليوم بلادنا تحتل موقعًا مرموقًا ساميًا على مستوى العالم في الإبداع الأدبي والثقافي والفكري، فمن واجبنا العمل يداً بيد مع الوزارة لتحقيق طموحات أكثر وآمال أكبر. ويقترح الشاعر والكاتب عبداللطيف الوحيمد دمج جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية والمكتبات العامة في مركزٍ ثقافيٍ تتوزَّع فروعه في جميع مدن المملكة لتتوحَّد الجهود نحو هدفٍ واحدٍ وهو: إثراء الحركة الثقافية وخدمة الثقافة بالجديد والمفيد والبنَّاء. متأملاً الإعلان عن تأسيس هذا المركز الثقافي تقديراً لما تزخر به مناطق المملكة من المواهب المبدعة والخلاَّقة ورموز الأدب والفكر والثقافة والفن ويكون مؤسسةً ثقافيةً كبرى تلعب دوراً فاعلاً في نشر الثقافة الأدبية والفكرية والمعرفية والفنية بين الناس وتخدم جمهور المثقفين والمثقفات وتحتضن المواهب الشابة وتصقلها وتنمِّيها وتصنعها للمستقبل لتجعل منها أدوات بناءٍ في مسيرة التنمية وتوليها الدعم والعناية والرعاية والاهتمام لتنهض بدورها المأمول. مضيفا: إن الأماكن التي تخصص لإقامة النشاطات الثقافية غير ملائمة من حيث المستوى والشكل والتخطيط فغالباً ما تكون صالةً مستعارةً من إحدى الجهات مخصصةً أصلاً للاحتفالات وتكون مرصوصةً بالمقاعد ومنصةً تعتليها بإمكاناتٍ بسيطة يقف أو يجلس عليها المعنيون. في حين يُفترض أن يكون للنشاط الثقافي مركز ضخم تتوفر فيه صالات مغلقة ومفتوحة وأماكن للجلوس والمسامرات والاجتماعات والملتقيات تحيط بها النوافير والأشكال الجمالية الخلابة مع توفر المكتبة والمسرح والمتحف والمعهد الموسيقي وصالات عرض الفنون التشكيلية والضوئية والعرض السينمائي وغرف الضيافة والمطعم والمقهى وجميع وسائل التثقيف والترفيه في آن واحد. وطالب بتفريغ المبدع أسوةً بالرياضي وتخصيص المكافأة المجزية له وطباعة نتاجه الفكري ونشره وتخصيص صندوق لدعمه المالي وعلاجه الصحي فمثل ذلك له دور في الجذب والتحفيز ودفع المهتمين للتفاعل مع الحياة الثقافية بالكتابة والتأليف والإبداع. الأمير بندر بن فرحان د. خالد الجريان عبد اللطيف الوحيمد
مشاركة :