حكايات صغيرة ولكن مؤثّرة

  • 7/2/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

خلال مواسم العمرة والحج تنتشر مقاطع عفوية التقطها هواة لرجال أمن سعوديين، تظهر جانباً إنسانياً رائعاً في التعامل مع ضيوف الرحمن، أحد تلك المقاطع تم تداوله مؤخراً لجندي يحادث إحدى المعتمرات الإفريقيات بلغتها، ويحاول جاهداً وصف موقع مكان ما على ما يبدو. بلغ عدد المشاهدات لهذا المقطع قرابة السبعين ألف مشاهدة، وحظي بتعليقات إيجابية كثيرة. سبق هذا المقطع فيديوهات كثيرة لتفاني رجال الأمن في خدمة الحجاج والمعتمرين، الكثير منها صورته عدسات الهواة، وبكل تأكيد هناك آلاف الفيديوهات التي بقيت بعيدة عن التوثيق وعدسات الكاميرات. في موسم رمضان لهذا العام، بث الإعلامي المعروف أحمد الشقيري فيلما وثائقيا بعنوان «إحسان من الحرم»، بلغ عدد مشاهداته حتى هذه اللحظة قرابة المليونين، ونقل من خلاله الجهد الكبير الذي تبذله المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين، محتوى الفيلم كشف عن تفاصيل لا نعلمها عن إدارة هذا المكان المقدس الذي يحتضن الملايين على مدار السنة، وعن الكيفية التي تتم فيها مراعاة أدق التفاصيل لتقديم خدمات عالية الجودة لرواد بيت الله. من كان يعرف قبل هذا الفيلم عن غسيل وتعقيم وتعطير 15 ألف سجادة، أو عن دورات المياه التي يبلغ عددها 13 ألفاً وتخضع لجدول تنظيف منتظم بواقع أربع مرات في اليوم، أو عن مراحل تنقية مياه زمزم، أو الكم الهائل من رجال الأمن الذين يقومون على توفير البيئة الآمنة لضيوف الرحمن. كل ذلك يحتاج إلى جيش ضخم من العاملين والموظفين. كان محتوى الفيلم صادماً، فإذا كنا كسعوديين قبل أن نشاهد هذا الوثائقي، لم نعرف عن هذه المجهودات الهائلة، فكيف ببقية المسلمين حول العالم؟ اقتربنا كثيراً من موسم الحج، والجهات المعنية تعمل بكافة طاقتها لإنجاح هذا الموسم، هنالك الكثير مما يقال ويروى ويذاع. ولا يمكن أن نتصدى للدعوات المعادية بتدويل الحرمين إلا بعكس الواقع المشرف الذي يحدث في هذا الأماكن المقدسة والذي هو نتيجة لجهد استثنائي وخبرات طويلة متراكمة في إداراة الحشود. هنالك الكثير من القصص والمواقف والحكايا التي من الممكن توثيقها خلال أيام الحج، وهي وحدها قادرة على الرد وتفنيد الأصوات الموجهة التي تطالب بتدويل الحرمين. العالم الإسلامي مستعد أن يقف في وجه هذه الادعاءات إذا ما أتيح له أن يعرف كمية الجهود التي تبذل في خدمة ضيوف الرحمن. موسم الحج قادم، وعلينا أن نحسن استغلاله، يكفي فقط أن ننقل الصورة على حقيقتها، وهي بدون شك صورة بيضاء مشرقة.

مشاركة :