«وجود إعاقة ذهنية يمكن أن يكون سبباً في عزلك، المجتمع قد لا يفهم احتياجاتك، في بعض الأماكن قد تكون متوارياً عن الأنظار، ولكن الأولمبياد الخاص هو الملاذ من كل ذلك، إنه مكان يمكنك فيه اللعب والمنافسة والنجاح دون أن تشعر بشعورك بالاختلاف»، بهذه الكلمات أستهل براندون ستانتون الكاتب الأميركي والمدون ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً «هيومنز أوف نيويورك»، سرد قصصه عن الأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، عبر حساب مدونة «هيومنز أوف نيويورك»، في موقع التواصل الاجتماعي «الإنستجرام»، والذي يحظى بمتابعة 8.8 مليون شخص من حول العالم. ولا يبدو تواجد براندون ستانتون الذي وضعته مجلة تايمز الأميركية، ضمن قائمتها «30 شخصاً غيروا العالم تحت سن الـ30»، وصاحب مدونة «هيومنز أوف نيويورك» التي تحظى بمتابعة أكثر من 20 مليوناً عبر منصاتها، في مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك وإنستجرام وتويتر»، في أرض حدث الأولمبياد الخاص عام 2019 في أبوظبي بالأمر المستغرب، في ظل توافر الفرصة لنشر قصص واقعية تعكس تحديات «أصحاب الهمم» في حدثهم الأهم على أرض «وطن التسامح». وبدأ براندون المولود في الأول من مارس 1984، «هيومنز أوف نيويورك» كمشروع للتصوير الفوتوغرافي في عام 2010، وتمثل الهدف الأولي للمشروع في تصوير 10000 من سكان نيويورك في الشارع، وإنشاء فهرس شامل لسكان المدينة، حيث بدأ في إجراء مقابلات مصورة مع الناس بالشوارع لينشرها عبر اقتباسات وقصص قصيرة تحكي حياتهم، ومع مرور الأيام أضحت الصور والتعليقات التوضيحية مجتمعة موضوع مدونة حيوية توفر للجمهور في جميع أنحاء العالم لمحة عن حياة الغرباء في شوارع مدينة نيويورك. ولا يقتصر مشروع براندون الذي أنهى دراسته في مدرسة ووكر عام 2002، وتخصص في التاريخ من جامعة جورجيا عام 2010، على نيويورك، حيث زار في مراحل تالية أكثر من 20 دولة بما فيها العراق، أوغندا، الكونغو، أوكرانيا، المكسيك، وصولاً إلى الإمارات والعاصمة أبوظبي، حيث يقول عن زيارته الحالية وتواجده في الألعاب العالمية: «ارتأيت وبالتزامن مع استضافة الإمارات وأبوظبي الحدث الأكبر على مستوى الأولمبياد الخاص، وفي ظل تواجد أكثر من 7500 رياضي من 200 دولة مشاركة، قصصاً واسعة من أرض الحدث تشمل اللاعبين والمدربين وأسر الرياضيين». ودشن براندون ستانتون مشوار توثيقه لحدث دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، عبر قصتين مؤثرتين: آرييل.. «حلم الصحافة» المشارك آرييل وانا من كوستاريكا تحدث لبراندون ومدونة «هيومنز أوف نيويورك» عن حلمه في أن يصبح صحفياً، وقال: لدي صفحة في انستجرام أضع فيها المقابلات وأركز على تغطية مشاعر الرياضيين والآباء والمدربين وأطرح أسئلة محددة مثل هل تستمتع في أبوظبي؟ وأضاف: تساعدني أمي في التفكير في الأسئلة التي يجب طرحها، لا أعرف ما الذي سأفعله من دونها، تخبرني بالتحلي بالصبر وتقول إنه إذا كان شخص ما مشغولاً فيجب أن ننتظر حتى يتم الانتهاء قبل طرح الأسئلة، إنها تذكرني بالتحدث ببطء وقول نعم يا سيدي ولا يا سيدي، وبحب الناس وعدم قول كلمات سيئة، أريد أن أشكرها جزيل الشكر على كل مساعدتها. وحظيت القصة الأولى لآرييل الموظف بشركة «IBM» والمتواجد في الأولمبياد الخاص بصحبة والدته وجدته، بإعجاب 147243 شخصاً على «الإنستجرام»، وتفاعل المتابعون مع القصة من خلال 1513 تعليقاً. 31 قصة في «العزلة 6» تحدثت أسماء لـ«هيومنز أوف نيويورك»، قائلة: «كان والدي دائماً أكبر مؤيد لي شجعني على الكتابة، وعلى أنني سأصبح مشهورة في يوماً ما، لم أكن أعرف ماذا أفعل بعد وفاته، مكثت في غرفتي لمدة ست سنوات، كتبت إحدى وثلاثين قصة، كل ما فعلته هو الكتابة، وكنت أخرج فقط لتناول الطعام، لم أتحدث مع أي شخص، أقنعتني أختي في العام الماضي بزيارة استوديو فني لذوي الاحتياجات الخاصة، في البداية، وقفت في الزاوية. بعد سنوات عديدة من عدم القيام بأي شيء، كان من الصعب بالنسبة لي رؤية الناس يستمتعون، لاحقاً قررت الانضمام إلى المجموعة وببطء انفتحت أمام العالم مرة أخرى وبدأت في تكوين صداقات، وأدركت أن الكثير من الأشياء قد حدثت بينما كنت منغلقة على نفسي، الآن عدت إلى التحدث مرة أخرى ولأطول فترة ممكنة، أختي التي كانت تطلب مني الحديث دائماً تتمنى الآن لو كنت قليلة التحدث مرة أخرى».
مشاركة :