يوم مشهود سادته مهابة الجموع الغفيرة التي التقت في ميدان الأمة، حيث تعالت الصيحات المدوية في صخب الحرية. لقد كان الصوت واحدا ينادي بمطلب الجماهير في رحيل الشرعية الزائفة، بعدما انجلت الحقيقة وزالت الأقنعة، وظهر الوجه القبيح الذي رفضه الجميع، رموز انحرفت عن مسار الحق متخذة من الدين ستارا لإخفاء أطماع بالغة الخطورة ترمي إلى تحويل دولة كاملة إلى إمارة للإرهاب تقوم على قواعد من العنصرية والتعصب.لقد كان تقسيم الوطن هدفا وكان إسقاط مؤسسات الدولة أداة التنفيذ، وكانت خيانة الوطن والتحالف مع أعدائه منهجا وسبيلا، فهب الشعب غاضبا رافضا داعيا إلى التطهير والإصلاح، وبدأت مرحلة جديدة كانت الحرب على الإرهاب والقضاء عليه تحديا كبيرا لم يقف عائقا أمام حلم التنمية والتطوير.العديد من العمليات العسكرية التي فقد الوطن على أثرها الكثير من الشهداء الأبطال في سبيل استعادة الأمن والقضاء على الإرهاب، وتطهير البلاد من الخونة والعملاء، العديد من التطورات السياسية التي هيأت البلاد للسير في طريق الإصلاح السياسي، العديد من التحولات الاقتصادية التي فرضتها الأوضاع العالمية، كلها سمات اتصفت بها مرحلة ما بعد التطهير وكانت ضرورية لبدء السير في طريق شاق لابد أن يتحمل الجميع ضريبة التقدم به.ويبقى لنا الأمل في غد أفضل لا يمكن الوصول إليه إلا بالعمل الجاد في سبيل الوطن، قد يعوق الفساد رؤيتنا لمستقبل مشرق، فمازالت خيانة الوطن ومحاربة ضرب التقدم هدفا يسعى بعض أعوان الأنظمة السابقة إلى تحقيقه ولكن لنا أن نلتفت إلى كل مسئول فاسد يحارب الوطن متخفيا وراء قناع النزاهة، وعلينا أن ننحي المصالح الشخصية جانبا ولتكن الممارسات الفعلية خير دليل على أداء كل مسئول، فضعف الأداء أو تخبط القرارات ليس له مجال في الوقت الحاضر.ولتكن لنا وقفة أخرى لتطهير الدولة من الفساد ومن أعوان الأنظمة السابقة الذين مازالوا متغلغلين في عمق العديد من المؤسسات، فهم أخطر من أي جهة خارجية يمكن أن تهدد أمن الوطن، إنهم الخطر الحقيقي، إنهم أخطر ما يمكن أن يهدم الدول ويضعف قواها، علينا بكل مسئول فاسد، أنادي الجهات السيادية بضرورة التطهير الشامل لكل مؤسسات الدولة. دكتورة فاطمة حسن، نائب رئيس جامعة بني سويف لشئون الدراسات العليا والبحوث.
مشاركة :