الخروج عن المألوف

  • 7/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في نظرية الخلاف والاختلاف يعتقد البعض أن الخروج عن المألوف يصنع حضور مختلف ، وقد يمجد الأشخاص ، ويجعل نقطة الاختلاف حول شخصياتهم ، وحول ما يقولون ، أو يكتبون نقطة الوصول للشهرة والمعرفة والمكانة. المألوف أمر اعتيادي ، نفعله جميعا ، يقع في نطاق تصرفاتنا اليومية، وافعالنا المتكررة ، ونمطية سلوك وافعال معتادة لا يستغربها أحد ، أو ينكرها أحد علينا ،  لذا يجد البعض أن الغير مألوف هو خروج عن النمطية ، واحداث تغيير يلحظه الجميع ،ويحدث صخب ،  فيكون الاشخاص محل الإنتباه ولفت النظر. كل شيء يحدث إثارة ونقاش ، وأخذ وشد ، ويقع في إطار الجاذبية الفكرية أصبح الآن أمر مرغوب ، فقد يحقق أهداف البعض للوصول لما يريدون سريعا وبدون عناء او مشقة. عندما يأتي بعض من يريدون الشهرة السريعة بشخصيات غربية ،  او تصرفات غير معتادة ، أو أراء شاذة ، أو مواقف خارجة عن المعتاد فإنهم يريدون الاضواء التي تصنع نجوميتهم ومجدهم المؤقت. ولعل ما يروج له البعض من أن من يريد الوصول السريع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ليكون من المشاهير  فعليه أن ينضم لتلك القافلة الطويلة من الاسماء المكررة والتقليدية التي لم تخدم المجتمع بجديد او تترك بصمة او اثر يخلدها المجتمع او تكون باقية ومؤثرة ، فسيكون مصير ما يقدمون للنسيان . ولعل هذا ما يحبط أصحاب المواقف والجادون من الكتاب والمثقفين والأدباء والعلماء وأصحاب الفكر والرأي الذين لا تجد صفحاتهم في مواقع التواصل او في القنوات الفضائية اي متابعة او تفاعل . لا نستطيع أن نقول أن الزمن تغير او مستوى فكر الناس تبدل ، فالحقيقة الساطعة لا يستطيع أحد حجبها او منعها ، وفي النهاية سيرحل فكر المتصنعون ، ويبقى الفكر الحقيقي مؤثرا فينا.

مشاركة :