أثري يطالب باستغلال حركة حياة ما وراء السياحة للتواصل الحضاري بين الشعوب

  • 7/4/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو المنعقد حاليًا في المنامة عاصمة البحرين نوقشت تجربة حركة "حياة ما وراء السياحة" برئاسة كورينا ديل بيانكو من أجل استثمار مواقع التراث العالمي في عملية الحوار الحضاري والثقافي ما بين الشعوب لتحويل السائح من مجرد عابر للمدن التي يزورها إلى مقيم مؤقت يتفاعل مع المجتمع المحلي ويرجع إلى بلاده حاملًا جزءً من الهوية الثقافية للبلاد التي زارها.وفي هذا الإطار يطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري والمستشار الإعلامي لاتحاد المرشدين السياحيين العرب إلى استغلال هذه الدعوة لتحويل دير سانت كاترين المسجل تراث عالمي منذ عام 2002 إلى ملتقى الحضارات والثقافات ودعوة السيدة كورينا ديل بيانكو مدير حركة "حياة ما وراء السياحة" إلى دير سانت كاترين لدراسة هذا المقترح ويوضح الدكتور ريحان في تصريح لـ"البوابة نيوز" أن دير سانت كاترين يحوي عناصر تفرد تجعل منه مركزًا لالتقاء الحضارات والثقافات حيث تم بناؤه في الوادي المقدس طوى ذي القيمة لكل الأديان حيث تلقى نبي الله موسى ألواح الشريعة عند الجبل المقدس وناجي ربه عند العليقة المقدسة وبنى الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي أشهر أديرة العالم في أحضان هذا الوادي وبنى المسلمون الجامع الفاطمي الشهير عام 500هـ 1106م داخل الدير وكان الدير ملتقى الحجاج المسيحيون منذ القرن الرابع الميلادي منذ بداية أول رحلة للحج المسيحي قامت بها القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي ومنذ دخول الإسلام إلى مصر أصبح ملتقى للحجاج المسيحيون والمسلمون الذين تركوا كتاباتهم وأسمائهم على جدران قاعات الدير وبمحراب الجامع الفاطمي.ويضيف الدكتور ريحان أن دير سانت كاترين يضم ثاني مكتبات العالم حفظًا لأهم المخطوطات في العالم بعد مكتبة الفاتيكان والتي تضم ثلاث مخطوطات شهيرة تمثل ملتقى للأديان والحضارات وأقدمها مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس وهي نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية تعود إلى القرن الرابع الميلادي علاوة على الإنجيل السرياني المعروف باسم (بالمبسست) وهي نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال تعد أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية ويظن أنها مترجمة عن أصل يوناني في القرن الثاني الميلادي وكذلك العهدة النبوية، وهو كتاب العهد الذي كتب للدير في عهد نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام وكان الأصل محفوظًا في الدير إلى أن فتح السلطان سليم مصر 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية وهو أول عهد في التاريخ يضع مبادئ حقوق الآخر واحترامه وحمايته وحفظ التراث الإنساني والمساهمة في ترميمه وتطويره.ويشير الدكتور ريحان إلى أن مخطوطات المكتبة جمعت معظم حضارات وثقافات العالم في ستة آلاف مخطوط منها 2319 مخطوط يوناني، 284 مخطوطا لاتينيا، 600 مخطوط عربي، 86 مخطوطا جورجيانيا، بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية، القبطية، إثيوبية، السلافية، الأمهرية، الأرمينية، الإنجليزية، الفرنسية والبولندية وهي مخطوطات دينية، تاريخية، جغرافية وفلسفية. ويقترح الدكتور ريحان إنشاء مركزًا ثقافيًا دوليًا بدير سانت كاترين يمثل ملتقى للحضارات والثقافات تعقد فيه المؤتمرات الدولية في هذا الإطار ويقيم فيه السياح عدة ليالي للربط بين الدور الحضاري للدير والمجتمع المحيط به الذي يجسّد ثقافة البادية وأنشطتها المتمثلة في طب الأعشاب والمنتجات التراثية السيناوية المتنوعة وحياة البادية في الأودية المتعددة حول الدير ومجتمع الصحراء بعاداته وتقاليده وموروثاته الحضارية.

مشاركة :