شكل رحيل الفنان الكبير ميشيل المصري السبت الماضي خسارة فادحة للساحة الفنية، وذلك بعد أن ارتبط اسمه بألحان أهم الأعمال الدرامية المشهورة ومنها مسلسل «ليالي الحلمية»، وبرحيله يتذكر محبوه بكثير من الأسى والحنين ذاك الزمن الجميل الذي كانت الأعمال التلفزيونية فيه تمتاز بالإبداع الموسيقي لدرجة تجعلها تتفوق في بعض الاحيان على قصة وإخراج العمل.وقال الموسيقي سلمان جهام: برحيل موسيقار كميشيل المصري تفقد الساحة علمًا من أعلام الموسيقى العربية، حيث تتلمذنا على يديه أيام دراستنا بمعهد فنون الموسيقى الشرقية بكامل اصولها، وتذوقناها معه بشكل فني سليم.وأضاف: ميشيل المصري الذي قام بتوزيع قارئة الفنجان، ووضع الكثير من التترات الموسيقية والمقدمات الغنائية لكثير من الأعمال التلفزيونية والافلام العربية، هو عازف متمكن للكمان وعضو في الفرقة الماسية التي صاحبت الكثير من المطربين والمطربات في العالم العربي، وله إسهاماته الموسيقية في الخليج من خلال عمله لفترة في دولة الكويت، نعزي أنفسنا ونعزي جميع الموسيقيين لرحيل هذا المبدع الذي يذكرنا بالزمن الجميل للموسيقى العربية.من جهته، قال القاص د.سمير الفيل: يعد ميشيل المصري المولود سنة 1933 فنانًا موسيقيًا شاملًا، عمل على تحديث الموسيقى الشرقية، فتحول من دراسة الكمان إلى دراسة آلة نحاسية هي الكورنيت، كون بعدها فرقة موسيقية خاصة تولى قيادتها، وتعاون مع ام كلثوم في توزيع بعض أغنياتها الشهيرة، وكان يكتب النوتة الموسيقية لعدد من أبرز الملحنين، وظل عازفًا في الفرقة الماسية وتعاون مع الرحابنة ووزع موسيقى محمد عبدالوهاب، وفعل الشيء نفسه مع محمد الموجي.وأضاف: برع المصري في توزيع الالحان الموسيقية لعدد كبير من الملحنين المصريين والعرب، ولكن الشيء الذي بقى في ذاكرة الجمهور العادي هو «تترات» المسلسلات التلفزيونية، التي ارتبط بها الجمهور العربي ومنها: «ليالي الحلمية».وتميزت توزيعاته بالشعبية والبساطة والقدرة على التأثير على كل من يتلقاها، كما برع في توزيع الأوبريتات، والأغاني، وموسيقى الأفلام التصويرية، بحيث ارتبط اسمه دائما بالدقة والتجويد وشدة التأثير.
مشاركة :