أعلنت فصائل المعارضة في الجنوب السوري، أمس، «فشل» المفاوضات مع الجانب الروسي بسبب الخلاف على آلية تسليم المقاتلين أسلحتهم الثقيلة، وفق ما أوردت على حسابها في موقع «تويتر»، فيما استهدفت غارات روسية مواقع في جنوب غرب سورية للمرة الأولى منذ أربعة أيام، وحثت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية في بيان أمس، الأردن وإسرائيل على «السماح للسوريين الفارين من القتال في محافظة درعا بطلب اللجوء وحمايتهم». وفي التفاصيل، أوردت «غرفة العمليات المركزية في الجنوب» في تغريدة على موقع «تويتر» «فشل المفاوضات» مع الروس في بصرى الشام، بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل. وقال الناطق الرسمي باسم الغرفة إبراهيم الجباوي «لم تسفر هذه الجولة عن نتائج بسبب الإصرار الروسي على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل دفعة واحدة». وأضاف «انتهى الاجتماع ولم يُحدد موعد مقبل». ووافقت الفصائل خلال الاجتماع، وفق ما قال مصدر معارض في مدينة درعا مطلع على مسار التفاوض «على تسليم سلاحها على دفعات، لكن الجانب الروسي أصر على استلام كامل الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة». من جهته، ذكر متحدث باسم المعارضة السورية المسلحة، أن المحادثات بين وفدها والضباط الروس فشلت في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في جنوب سورية. وكان مصدر رسمي أردني قال، الجمعة الماضية، إنه جرى التوصل إلى وقف لإطلاق نار في جنوب سورية، ما يمهد إلى «مصالحة» بين المعارضة وقوات النظام. • تسببت العمليات القتالية في محافظة درعا بنزوح عدد يراوح بين 270 و330 ألف سوري وفق الأمم المتحدة. وفي وقت سابق، أمس، عقدت الفصائل المعارضة اجتماعاً حاسماً مع الجانب الروسي لإبلاغه ردها النهائي على اقتراح لوقف المعارك في جنوب سورية، بعدما حددت موسكو موعداً أخيراً للتفاوض يسبق استئناف قوات النظام السوري لحملتها العسكرية في المنطقة في حال فشل المفاوضات. وتشن قوات النظام منذ 19 يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا بدعم من روسيا التي أبرمت في الأيام الأخيرة اتفاقات «مصالحة» منفصلة في أكثر من 30 قرية وبلدة. وتنص هذه الاتفاقات بشكل رئيس على استسلام الفصائل وتسليم سلاحها مقابل وقف القتال. وتمكنت قوات النظام عبر هذه الاتفاقات والحسم العسكري من توسيع نطاق سيطرتها من 30 الى 60% من مساحة محافظة درعا الحدودية مع الأردن، فيما تبدو عازمة على استعادة بقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل، إضافة إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وعقد الطرفان اجتماعاً مطولاً أول من أمس، «أنذر» خلاله الوفد الروسي وفق المصدر، الفصائل بأن يوم أمس كان اليوم الأخير من المفاوضات ويجب على المعارضة أن تقدم ردها النهائي. وأكد الجباوي، أن وفد الفصائل ناقش «مضمون الردود الروسية مع الفعاليات والقوى في الجنوب» قبل عودته إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم إعلان فشلها. ورفض المفاوضون الروس، أول من أمس، وفق مصدر معارض، مسودة مطالب قدمتها الفصائل، تنص على تسليم السلاح الثقيل فور بدء سريان الاتفاق، على أن يسلم السلاح المتوسط لاحقاً مع «بدء عملية سياسية حقيقية» لتسوية النزاع السوري. كما تشترط «وقف إطلاق نار شامل» مع «عودة قوات النظام الى خطوط ما قبل الهجوم الأخير». وتتمسك الفصائل بأن يتضمن أي اتفاق مقبل «خروج من لا يرغب في تسوية وضعه من المقاتلين من المنطقة الجنوبية مع عائلاتهم الى أي منطقة يريدونها في سورية». في المقابل، يتمسك الروس بمضمون اقتراحهم الذي تم على أساسه إبرام اتفاقات في عدد من بلدات الجنوب. ويرفض الروس، وفق المصدر المعارض «خروج أو تهجير المقاتلين أو المدنيين من درعا»، ويريدون عودة «جيش النظام الى ثكناته (كما كان قبل عام 2011)، وأن تصبح الدوائر الحكومية كاملة تحت إدارة الدولة مع انتشار الشرطة السورية» بإشراف روسي. وتسببت العمليات القتالية في محافظة درعا التي تعد مهد الاحتجاجات التي انطلقت ضد النظام السوري في عام 2011 قبل تحولها نزاعاً دامياً، بنزوح عدد يراوح بين 270 و330 ألف سوري وفق الأمم المتحدة. وتوجه عدد كبير منهم الى الحدود مع الأردن أو إلى مخيمات مؤقتة قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وحثت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية في بيان أمس، الأردن وإسرائيل على «السماح للسوريين الفارين من القتال في محافظة درعا بطلب اللجوء وحمايتهم». وكرّر الأردن الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، مراراً خلال الأسبوعين الماضيين انه سيبقي حدوده مغلقة، لأنه لا يستوعب موجة جديدة من النازحين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن مقتل 11 مدنياً من عائلة واحدة جراء انفجار ألغام لدى عودتهم ليلاً إلى بلدة المسيفرة، التي انضمت خلال الأسبوع الأخير إلى اتفاقات التسوية مع قوات النظام برعاية روسية.
مشاركة :