فصائل الجنوب السوري تستأنف المفاوضات مع روسيا بعد 24 ساعة على إعلان فشلها

  • 7/5/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الفصائل المعارضة موافقتها على العودة إلى التفاوض مع روسيا حول اقتراح لوقف المعارك في جنوب سوريا، بعد تصعيد عسكري غير مسبوق على مواقعها. وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الأربعاء بعد رفض الفصائل الطلب الروسي بتسليم سلاحها الثقيل دفعة واحدة قبل استكمال نقاش بنود الاتفاق لوقف المعارك. بعد نحو 24 ساعة من التصعيد العسكري غير المسبوق على مواقع الفصائل المعارضة في جنوب سوريا، أعلن المتحدث باسم الفصائل الخميس موافقتها على العودة إلى التفاوض مع الجانب الروسي حول اقتراح لوقف المعارك. وقال حسين أبازيد مدير المكتب الإعلامي في "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" التابعة للفصائل لوكالة الأنباء الفرنسية "سيتم استئناف المفاوضات اليوم لكن ننتظر تحديد ما إذا كان الاجتماع سيعقد في بلدة نصيب أو في بصرى الشام" حيث عقدت الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين. وأوردت الفصائل على حسابها على تويتر "نوافق على وقف الأعمال القتالية من الطرفين بصورة فورية لاستكمال جولة جديدة من المفاوضات"، مجددة المطالبة "بضمانات حقيقية وبرعاية أممية لمفاوضات الجنوب". وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الأربعاء بعد رفض الفصائل الطلب الروسي بتسليم سلاحها الثقيل دفعة واحدة قبل استكمال نقاش بنود الاتفاق لوقف المعارك، قبل أن تبدأ الطائرات السورية والروسية غارات "هي الأعنف" منذ بدء قوات النظام هجومها في الجنوب قبل أكثر من أسبوعين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وترفض روسيا كذلك الموافقة على أن يتضمن الاتفاق إجلاء المقاتلين الرافضين له إلى مناطق أخرى في سوريا، على غرار ما تضمنته اتفاقات مماثلة في مناطق عدة آخرها الغوطة الشرقية قرب دمشق. وتمكنت روسيا خلال الأيام الأخيرة من إبرام اتفاقات "مصالحة"، غالبا ما تكون مرادفة لاستسلام الفصائل وتسليم سلاحها الثقيل، في أكثر من ثلاثين بلدة وقرية في درعا. ومع الإعلان عن موافقة الفصائل على التفاوض، أفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن توقف الغارات الروسية والسورية بشكل شبه كامل، بعد قصف هستيري استمر منذ مساء الأربعاء على بلدات عدة في ميحط درعا قرب الحدود الأردنية. وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 19 حزيران/يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، مكنتها من توسيع نطاق سيطرتها على ثلاثين إلى أكثر من ستين بالمئة من مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس تنفيذ "الطائرات السورية والروسية أكثر من 600 ضربة جوية بين غارات وقصف بالبراميل المتفجرة منذ ليل الأربعاء". واستهدفت الغارات بشكل خاص بلدات في محيط مدينة درعا قرب الحدود الأردنية، بينها الطيبة والنعيمة وصيدا وأم المياذن واليادودة. كما طالت بعض الضربات مدينة درعا. ووصف عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية التصعيد الأخير بأنه "غير مسبوق" متحدثا عن "قصف هستيري على ريف درعا في محاولة لإخضاع الفصائل بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك خلال جولة التفاوض الأخيرة عصر الأربعاء". وأضاف "يحول الطيران السوري والروسي هذه المناطق إلى جحيم". مداخلة مراسل فرانس 24 علي بردى من نيويورك حول جلسة مجلس الأمن حيال درعا وتسببت الغارات بمقتل ستة مدنيين على الأقل بينهم امرأة وأربعة أطفال في بلدة صيدا، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم على الجنوب إلى 149 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثون طفلا، وفق المرصد. وعلى أطراف مدينة درعا، أفاد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أن دوي القصف لم يتوقف طوال الليل، موضحا أنه الأعنف منذ بدء قوات النظام هجومها. "إصرار روسي" وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة تظهر تصاعد سحب الدخان إثر غارات جوية. وأورد أن سلاح الجو يعمل على قطع "خطوط تواصل المجموعات الإرهابية عبر استهداف تحركاتهم بين الأجزاء الجنوبية والريف الغربي لمدينة درعا". وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن وحدات الجيش وجهت "ضربات مكثفة ضد أوكار وتجمعات الإرهابيين فى القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من محافظة درعا". وبفضل هذه الضربات، سيطرت قوات النظام الخميس على بلدة صيدا الواقعة شرق درعا. كما تمكنت للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أعوام من السيطرة على نقطة على الحدود السورية الأردنية جنوب مدينة بصرى الشام. وتحاول قوات النظام التقدم إلى الحدود الأردنية لاستعادة السيطرة على معبر نصيب الاستراتيجي. وجاء استئناف الغارات ليلا بعد توقفها منذ السبت، إفساحا للمجال أمام مفاوضات تولتها روسيا مع الفصائل المعارضة، قبل أن تعلن الأخيرة فشلها الأربعاء بسبب "الإصرار الروسي على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل دفعة واحدة". وتسببت العمليات القتالية في درعا بنزوح أكثر من 320 ألف شخص بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الخميس، توجه عدد كبير منهم إلى الحدود مع الأردن أو إلى مخيمات مؤقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وأوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الخميس أن "الوضع الأمني يعوق جهودنا للوصول إلى عدد كبير من الناس الذين هم في حاجة ماسة" إلى المساعدات، محذرا من "خسارة حياة آلاف الأبرياء مرة جديدة إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة". وحثت منظمات حقوقية ودولية عدة آخرها "هيومن رايتس ووتش" الأربعاء الأردن وإسرائيل على "السماح للسوريين الفارين من القتال في محافظة درعا بطلب اللجوء وحمايتهم" بعد إعلان الطرفين رفضهما استقبال الفارين من التصعيد. ويحضر الوضع في جنوب سوريا على جدول جلسة طارئة مغلقة يعقدها مجلس الأمن الخميس، دعت إليها كل من السويد التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال هذا الشهر، والكويت. وتعد محافظة درعا مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في العام 2011 ضد النظام السوري، قبل أن تتحول نزاعا مدمرا تسبب بمقتل أكثر من 350 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 05/07/2018

مشاركة :