لندن - الراية : قالت منظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان التي تتخذ لندن مقراً لها إن موسم الحج، الذي اقترب يمثل أحد أهم الشعائر التي ينتظرها المسلمون في جميع أنحاء العالم لمرةٍ واحدةٍ في العام، وهو أمر من الممكن ألا يتيسر للإنسان في حياته سوى مرة واحدة. وأكدت المنظمة في بيان لها أمس أنه على الرغم من أهمية تلك الشعيرة بالنسبة للمسلمين، إلا أن السلطات السعودية تستمر في وضع العراقيل والقيود وفرض الإجراءات التعسفية أمام الراغبين في أداء شعيرة الحج للعام الثاني على التوالي، بسبب الأوضاع السياسية التي تشهدها الساحة العربية وأبرزها الأزمة الخليجية وحصار دولة قطر. وقالت إن ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة- وقد تابعت منظمة السلام لحماية حقوق الإنسان تقارير تُظهر القيود التي فرضتها السلطات السعودية على الراغبين في أداء الحج من المواطنين القطريين والسوريين، وكان أبرزها رفض السلطات السعودية التعاون مع حملات الحج القطرية، ووزارة الأوقاف السورية في استخراج تصاريح الحج للراغبين في أداء هذه الشعيرة من مواطني الدولتين. وأضافت المنظمة أن السلطات السعودية كانت قد وضعت منذ العام الماضي العديد من القيود أمام الراغبين في الحج من القطريين عن طريق الحظر الجوي والبري المفروض على وسائل المواصلات القطرية، كما منعت استخراج تصاريح الحج، وكذلك فرض العديد من التدابير التعسفية دون أي سند من القانون. وأكدت المنظمة إدانتها استخدام السلطات السعودية للمقدسات الإسلامية في الخلافات السياسية، وطالبتها أن تنأى بهذه الأماكن المقدسة عن إقحامها في مثل تلك الخلافات، كما تُطالبها برفع القيود والتدابير القسرية التي تفرضها ضد الراغبين في أداء شعيرة الحج، الأمر الذي يتعارض مع ما أقرته المبادئ الدولية من الحق في حرية الدين والمعتقد، والحق في ممارسة الشعائر الدينية، والحق في حرية التنقل والسفر، كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وطالبت المنظمة من المجتمع الدولي، التحرك، للضغط على السلطات السعودية في سبيل وقف تلك القيود والعراقيل التي تفرضها على الراغبين في أداء شعيرة الحج، والسمو بها عن استخدامها في الخلافات السياسية، مع إلزامها للمملكة باحترام القواعد والمبادئ الدولية ذات الصلة. بهدف التعريف بانتهاكات السعودية للمشاعر الدينية مجسم الكعبة المحاصرة يجول أوروبا جنيف - وكالات: أطلقت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين حملة واسعة النطاق في أوروبا للتعبير عن الغضب الإسلامي تجاه الممارسات السعودية المشينة بحق المسلمين والدول الإسلامية والتي حذرت من أنه بدأ يأخذ منحى خطيراً من قبل القيادة السعودية. وانطلق المعرض صباح الاثنين الماضي في العاصمة السويسرية جنيف وذلك عبر إقامة مجسم رمزي للكعبة الشريفة المحاصرة بالأسلاك الشائكة للتنبيه، ولفت الرأي العام الدولي لخطورة حرمان السعودية مئات الآلاف من المسلمين من حقهم الأصيل في العبادة وزيارة الأماكن الإسلامية المقدسة. وذكرت الهيئة في بيان صحفي أن معرض الكعبة المشرفة سيجول عشرات العواصم الأوروبية في الساحات العامة لفضح إدارة السعودية المسيسة للمشاعر الإسلامية. وسيتجول المجسم الرمزي في كل من لندن وباريس وبروكسل وفيينا وبرلين ومدن أخرى عديدة. ويعد النشاط خطوة تصعيدية لكشف وجه السعودية الحقيقي في حرمان المسلمين من ممارسة الحق الأصيل الذي كفله الشرع الإسلامي والقانون الدولي بحسب الهيئة الدولية. ويعتبر النشاط الأول من نوعه الذي يعقد في ساحة مقر الأمم المتحدة، حيث تم عرض المجسم الخاص بالكعبة محاطاً بالأسلاك الشائكة في مشهد تعبيري للقيود التي تفرضها السعودية في إدارتها للمشاعر الدينية. وتم تنظيم المعرض الذي حظي بإقبال واسع من شخصيات حقوقية وعامة الزوار، على هامش دورة اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رقم 38. ونبه المعرض إلى تواصل انتهاكات السلطات السعودية في إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة، مثل استغلال السعودية لتأشيرات الحج والعمرة وترحيل المعتمرين والتحضير والتخطيط لحرمان دول إسلامية من الحج الموسم القادم وممارسة الابتزاز السياسي باستخدام المشاعر المقدسة كورقة ضغط سياسية. ونوه إلى استغلال السعودية لتأشيرات للحج والعمرة لتدعم أهدافها وطموحاتها السياسية ولشراء ذمم السياسيين والإعلاميين المسلمين عن طريق إعطائهم تأشيرات حج وعمرة بالمجان وبشكل غير قانوني للوقوف إلى جانب الإدارة السعودية في قراراتها السياسية. كما لفت إلى استخدام السعودية المشاعر الإسلامية خاصة الحج كورقة ضغط سياسية للضغط على عدة حكومات لابتزازها سياسياً، ومن جهة أخرى فشل السعودية في تطوير مكة لاستيعاب أعداد الحج الكبيرة والتسبب في طمس معالم المدينة وتدمير الأماكن الأثرية فيها.
مشاركة :