إسلام آباد - الراية : ترأس سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة، وفد دولة قطر المشارك في مؤتمر الأعمال القطري الباكستاني الذي تم تنظيمه أمس بإسلام آباد وذلك في إطار زيارة وفد دولة قطر إلى جمهورية باكستان الإسلامية لمناقشة آفاق التعاون الثنائي. وترأس الجانب الباكستاني في المؤتمر، سعادة السيد مين مصباح الرحمن وزير التجارة والمنسوجات بجمهورية باكستان الإسلامية إلى جانب نخبة من المسؤولين الحكوميين بجمهورية باكستان الإسلامية. وشهد اللقاء مشاركة عدد من كبار رجال الأعمال والمستثمرين ورؤساء كبرى الشركات القطرية والباكستانية المتخصصة في مجال المواد الغذائية والاستهلاكية ومواد البناء والتجارة وغيرها من المجالات الأخرى. وأكد سعادة وزير الاقتصاد والتجارة، في مستهل كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر، على قوة ومتانة علاقات التعاون التي تجمع بين البلدين منذ العقد الماضي لافتاً إلى أن هذه العلاقات شهدت تطوراً مهماً منذ العام 2012. وأشار سعادته في هذا السياق إلى زيادة حجم التبادل التجاري الذي ارتفع بنسبة 104% وذلك من 782 مليون دولار في العام 2016 إلى 1.6 مليار دولار في العام 2017، بما ساهم في جعل باكستان الشريك التجاري رقم 13 لدولة قطر. وأعرب سعادته عن أمله في تعزيز أواصر التعاون التجاري الثنائي لافتاً إلى أن حوالي 50% من الواردات القطرية من باكستان تمثلت في المنتجات الغذائية والاستهلاكية والتي بدورها بلغت نحو 1.1% من الواردات القطرية لنفس السلع من كافة أنحاء العالم. هذا وسلط سعادته الضوء على حجم الاستثمارات بين دولة قطر وجمهورية باكستان الإسلامية، مشيراً إلى أن عدد الشركات القطرية الباكستانية المشتركة العاملة في دولة قطر بلغ حوالي 851 شركة، وتعمل في مجالات الطاقة والمقاولات وصناعة البلاستيك وتأجير المعدات الثقيلة مضيفاً أنه توجد (6) شركات مملوكة بنسبة 100% للجانب الباكستاني وتعمل في المجال المصرفي والخدمات الفندقية والمقاولات والهندسة. وفي سياق متصل، أشار سعادته إلى الحرص المتبادل على مزيد تعزيز التعاون المشترك بينهما بما يخدم تطلعات البلدين. ولفت سعادته إلى أن هذا اللقاء الذي يجمع عدداً من رجال الأعمال القطريين والباكستانيين من شأنه أن يفسح المجال لعقد اتفاقيات تسهم بزيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين مؤكداً على أهمية دعم الجودة والسعر لضمان انسياب السلع المصدرة من باكستان إلى دولة قطر. هذا وسلط سعادة وزير الاقتصاد والتجارة الضوء على مميزات الاقتصاد القطري، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي في ظل متغيرات اقتصادية عالمية تتسم بحالة عدم اليقين إلى جانب عدد من التحديات الإقليمية والحصار غير القانوني الذي فرض على دولة قطر منذ الخامس من يونيو 2017 والذي كان يهدف إلى تقويض موقفها كدولة مستقلة اقتصاديا وذات سيادة مشيرا إلى فشل الحصار في تحقيق أهدافه حيث نجحت دولة قطر في تعزيز قوتها واستقلاليتها أكثر من أي وقت مضى. وأوضح سعادته أن الحصار الجائر أتاح الفرصة لدولة قطر لترسيخ علاقاتها التجارية مع كافة دول العالم لافتا إلى أن الدولة توجهت منذ عدة سنوات نحو جعل اقتصادها أكثر انفتاحًا. وأضاف سعادته أنه تم استحداث خطوط تجارية مباشرة مع عدد من الموانئ الاستراتيجية وتحويلها نحو الشركاء التجاريين الرئيسيين لدولة قطر حول العالم وخاصة باكستان والكويت والعراق وعُمان وتركيا والهند وأذربيجان إلى جانب آسيا الوسطى. وأشار سعادته إلى أن الدولة سعت إلى تفعيل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع هذه الدول عبر توسيع أنشطتها التجارية مستهدفة بذلك سوقاً يبلغ حجمه نحو 400 مليون نسمة. وتطرق سعادته إلى الخدمات اللوجستية عالية الجودة والبنية التحتية المتطورة التي تميز دولة قطر ومن أهمها ميناء حمد ومطار حمد الدولي. وفي هذا السياق أوضح سعادته أن ميناء حمد يستحوذ على أكثر من 27% من حجم التجارة الإقليمية في الشرق الأوسط، وذلك بفضل طاقته الاستيعابية التي من شأنها أن تتجاوز 7.5 مليون حاوية شحن سنوياً. ولفت سعادته إلى أن مطار حمد الدولي يعتبر بدوره أحد أكبر المطارات في المنطقة، حيث يسهم بتوفير أكثر من 150 وجهة حول العالم عبر الخطوط الجوية القطرية التي تم اختيارها كأفضل شركة طيران في العالم. وفي ختام كلمته أوضح سعادة وزير الاقتصاد والتجارة أن زيارة وفد دولة قطر لجمهورية باكستان تأتي في إطار الحرص المتبادل على عقد صفقات تجارية تخدم التوجهات الاقتصادية لكلا البلدين لافتاً إلى مشاركة مسؤولين من وزارة الاقتصاد والتجارة وعدد مهم من الجهات المعنية للرد على كافة استفسارات رجال الأعمال والمستثمرين الباكستانيين. هذا وجدد سعادته تأكيده على انفتاح الاقتصاد القطري لكافة المستثمرين معرباً عن أمله في أن يمثل هذا المؤتمر فرصة لتأسيس مشاريع استثمارية ناجحة تخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين. هذا وقدم الوفد القطري خلال المؤتمر عروضاً مرئية حول الفرص التجارية المتاحة لجمهورية باكستان الإسلامية، قدمتها وزارة المواصلات والاتصالات (موانئ قطر) والخطوط الجوية القطرية، وشركة ملاحة، وشركة حصاد الغذائية، وشركة ودام الغذائية. كما شهد مؤتمر الأعمال القطري الباكستاني عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال من الجانبين تم خلالها استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في دولة قطر وجمهورية باكستان الإسلامية وبحث سبل بناء آليات تعاون اقتصادي طويل الأمد بين البلدين. جدير بالذكر أنه تم خلال المؤتمر توقيع صفقات تجارية بين عددٍ من رجال الأعمال القطريين والباكستانيين، حيث وقعت شركة حيدر القابضة صفقة تجارية مع شركة شيلد الباكستانية.
مشاركة :