حاول سعيد القرني من سكان وادي عشير الحصول على صهريج مياه، غير أن سائق الصهريج حينما عرف أنه من سكان وادي عشير رفض الذهاب معه، وليس القرني الوحيد الذي يعاني من هروب سائقي صهاريج المياه، وإنما هذا حال جميع سكان الوادي الذي تضاعف التضاريس عطشهم. وأجمع الأهالي أن معاناة سكان وادي عشير والحرازات وحتى أجزاء من كيلو 14 مستمرة مع المياه، حيث أن المرتفعات تعيق وصول الصهاريج إلى منطقتهم. وأضافوا أنه ليس من السهل صعود الصهاريج إليها، وإن حدث ذلك فإن السكان يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من وقوع كارثة. وقال علي السلمي: «أسكن في مرتفع بحي المنارات وادي عشير، وهذا الأمر على مدار 10 سنوات سبب لي الكثير من المشكلات، حيث يرفض الكثير من أصحاب الصهاريج الصعود إلى الأعلى حيث منزلي؛ بسبب عدم وجود كوابح جيدة في مركباتهم، وهو الأمر الذي يضطرني إلى أن أذهب مجددا إلى الأشياب لطلب صهريج آخر». وتابع بأنه في إحدى المرات تراجع الصهريج إلى الخلف وحطم جزءا من سور المنزل الخارجي، ولذلك لا يزال القلق ينتابنا حين يحين الموعد الشهري لتعبئة خزان المياه من أن تحدث كارثة لا تحمد عقباها، مستغربا عدم وجود شبكة، موضحا بأن وجودها بات أمرا ضروريا خاصة أن أقرب نقطة بها شبكة مياه لا تبعد سوى كيلو متر واحد. ويشير علي العماري إلى أن زحام محطات التحلية وخاصة في كيلو 14 يكون في أوجه خصوصا في المواسم وفي أوقات الذروة، داعيا شركة المياه بأن تجد حلا لهذه المعضلة التي تؤرقهم وتعمل على مضايقتهم وزيادة الحمل عليهم، مكررا حديث السلمي في تعنت بعض سائقي الصهاريج إذ إن منازلهم في مرتفعات، وفي بعض الأحيان يرفض السائقون صعود التضاريس الوعرة ما يؤخر وصول المياه إليهم. ويبدي فهد الشهري استغرابه من البحث عن ناقلات المياه واستغلال أصحابها لحاجة المواطنين، وحين يذهب لجلب صهريج ماء يدخل في مشادات وملاسنات مع عدد من سائقي الصهاريج، حيث يرفضون أحيانا الذهاب إلى الحي خشية على إطارات ناقلاتهم من التلف، مستغربا في نفس الوقت من وجود أحياء أخذت نصيبها من الارتواء فيما يعاني وادي عشير من العطش، وبين بأنه يضطر إلى تعبئة خزانه مرتين في الشهر وهو الأمر الذي يؤرقه. وأوضح سعيد المعافي أن التنظيم الجديد في أشياب الكيلو 14 يتمثل في أن الموظف يسلمنا ورقة فيها تفاصيل الطلب، ويوضح بأنه يجب الانتظار إلى حين اتصال السائق إلا أن ذلك يتأخر لساعات أحيانا فيما كنا في السابق نحصل على الصهاريج خلال دقائق، وطالب المعافي بتنفيذ آلية أسرع لإيصال المياه، متسائلا عن المشاريع التي وعدت بها الشركة الوطنية للمياه إذ أن الحركة في شوارع الكيلو 14 كانت متوقفة بشكل كبير في السنوات الماضية بسبب ما قيل حينها من أنها مشاريع لشبكة المياه التي سيتم إيصالها لكل منزل وهو الأمر الذي أشاع الفرح لدينا غير أننا فوجئنا بأنه حتى الآن لم يحدث شيء على أرض الواقع. بدورها تواصلت «عكاظ» مع مدير أعمال وحدة المياه بجدة وأرسلت له بريدا إلكترونيا بالأسئلة بحسب طلبه إلا أنه لم يرد عليها حتى الآن.
مشاركة :