تذبذب أسعار النفط تحت تأثير الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم

  • 7/7/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تأرجحت أسعار النفط، أمس (الجمعة)، في سوق اتسمت بالتوتر مع تطبيق الولايات المتحدة مجموعة من الرسوم الجمركية على بضائع صينية، في إجراء يدفع بكين إلى الرد برسوم مماثلة قد تشمل وارداتها من الخام الأميركي.وهبطت أسعار النفط في التعاملات المبكرة أمس مع تراجع أسواق الأسهم، لكن بحلول الساعة 05:28 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتاً، أو ما يعادل 0.2 في المائة، عن التسوية السابقة إلى 73.07 دولار للبرميل.وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ستة سنتات، أو ما يعادل 0.1 في المائة، إلى 77.33 دولار للبرميل.ويخيم النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بظلاله على أسواق النفط. ويبلغ حجم شحنات الخام الأميركية إلى الصين نحو 400 ألف برميل يوميّاً بقيمة تصل إلى مليار دولار شهريا بالأسعار الحالية. ومن شأن فرض الرسوم الجمركية عليها أن يفقد الخام الأميركي تنافسيته في الصين.من جهة أخرى، قال دبلوماسي صيني كبير إن على إيران أن تبذل المزيد من الجهد لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط والانسجام مع جيرانها، بعد أن حذَّر الحرس الثوري الإيراني من احتمال أن يمنع تصدير النفط عبر مضيق هرمز.والسعودية والعراق والكويت بين أهم موردي النفط للصين بينما تمدها قطر بالغاز الطبيعي المسال وبالتالي فإن أي إغلاق للمضيق ستكون له عواقب وخيمة على اقتصادها.وهدد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وبعض كبار قادة الجيش بمنع مرور شحنات النفط من دول الخليج إذا حاولت واشنطن وقف الصادرات الإيرانية، ويمر في مضيق هرمز ثلث صادرات العالم من النفط التي تنقل عبر البحار يوميّاً وهو يربط الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها.فيما قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن كوريا الجنوبية لن تحصل على أي نفط أو مكثفات إيرانية في يوليو (تموز)، لتكون بذلك قد علقت جميع الشحنات لأول مرة في ست سنوات، وسط ضغط أميركي لوقف جميع الواردات من النفط الإيراني اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني).لكن مصدراً تجاريّاً مقره في شمال آسيا على دراية بترتيبات شحن النفط الإيراني قال إن زبائن يابانيين مستمرون في الاستيراد حالياً، مع قيام عدد من المشترين بدراسة شراء النفط الإيراني حتى تحميل سبتمبر (أيلول).يأتي تحرك كوريا الجنوبية، وهي من أكبر زبائن إيران الرئيسيين في آسيا إلى جانب الصين واليابان، في الوقت الذي تخوض فيه سيول محادثات للحصول على استثناء من القيود الأميركية على شراء النفط الإيراني على نحو مماثل للإعفاء الذي حصلت عليه خلال جولة العقوبات السابقة.وقال المصدر المطلع على ترتيبات الشحن الإيرانية: «الحكومة الكورية الجنوبية مارست ضغوطاً لوقف المشتريات»، مضيفاً أن كوريا الجنوبية لن تحصل على أي نفط من إيران اعتباراً من تحميل يوليو.وقال مصدران آخران إن كوريا الجنوبية ألغت تحميلات يوليو لشحنات النفط الخام والمكثفات من إيران وإنه من غير المؤكد ما إذا كانت ستحصل على إعفاء من العقوبات الأميركية على التجارة مع إيران.ويعني الإلغاء أن كوريا الجنوبية لن تستورد نفطاً إيرانياً في أغسطس (آب)، بما يمثل أول شهر تنخفض فيه الواردات إلى الصفر منذ أغسطس 2012 حين علق مشترون من كوريا الجنوبية مشتريات نفط إيرانية قبل الحصول على استثناء لاستيراد كميات محدودة من الخام الإيراني.كانت الولايات المتحدة قالت في مايو (أيار) إنها منسحبة من اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي. وفي أواخر يونيو (حزيران) طالبت حلفاءها بوقف جميع واردات النفط الإيراني اعتباراً من نوفمبر، وقالت إن من المستبعد منح استثناءات.وخفضت شركات التكرير الكورية الجنوبية منذ ذلك الحين مشترياتها من النفط الإيراني وتحولت إلى مصادر بديلة مثل الخام الأميركي والأفريقي بسبب ارتفاع أسعار خامات الشرق الأوسط وعدم اليقين بشأن التجارة مع إيران.

مشاركة :