«صفقة القرن» ليست لغزاً!

  • 7/7/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

د. ناجى صادق شراب الجدل والاجتهادات التي تبذل لفك طلاسم «صفقة القرن» ليست مبررة على الإطلاق. وهذه الصفقة كشفت بنودها قبل أن تنشر بطريقة رسمية، الهدف فقط قياس ردود الفعل منها، وحشد التأييد. واضح أن الهدف الأول المباشر للصفقة هو التخلص من القضية الفلسطينية تماما، ومن كل مكوناتها وتذويبها إقليمياً ودولياً. والهدف الثاني جعل «إسرائيل» دولة مقبولة في نظامها الإقليمي الجغرافي أي قبولها عربياً من خلال صيغ متعددة أهمها إنشاء منظومة أمنية واسعة، والهدف الثالث الحفاظ على أمن «إسرائيل» كقوة متفوقة على ما دونها. من هو المستهدف من الصفقة؟ المستهدف المباشر هم الفلسطينيون و«الإسرائيليون».بالنسبة للفلسطينيين إلغاء حقوقهم وتصفيتها، وبالنسبة ل«إسرائيليين» أن يأخذوا ما لا يستحقونه وهو في الأساس ليس لهم. ولذلك الصفقة تحقق ما تريده«إسرائيل»، وليس ما يريده الفلسطينيون.تنطلق الصفقة من هذا الثابت الذي يقوم على أمن «إسرائيل» والحفاظ على بقائها، ولذلك تركز الصفقة على البعد الأمني لدويلة الاحتلال، وتنزع من الفلسطينيين كل الصلاحيات الأمنية والحقوقية والسياسية والتاريخية وتقدم إلى «إسرائيل». المستهدفون الآخرون هم الدول العربية، فالصفقة تأتي في سياقات عربية مواتية لطرحها، مستغلة الضعف والتراجع العربيينفي التعامل مع الصفقة، وأنها لا يمكن أن تتخلى عن ثوابتها السياسية باعتبار القضية الفلسطينية لها بعدها وعمقها العربي، وهذا ما سمعه كوشنر في زيارته الأخيرة، بأن لا مانع من تأييد الصفقة بشرط الاستجابة لدولة فلسطينية عاصمتها القدس، وهذا هو الحد الأدنى الذي يمكن القبول به. ة.أما ما يتعلق بمضمون الصفقة، فالأمر لا يحتاج إلى جهد كبير للتعرف على هذا المضمون وخصوصاً على مستوى العلاقات الفلسطينية -«الإسرائيلية»..أولا موضوع الدولة الفلسطينية:الصفقة لن تتعامل بشكل مباشر وصريح مع موضوع الدولة الفلسطينية المستقلة، والتركيز على غزة ككينونة بديلة، أما الضفة الغربية ف«إسرائيل» لا تريد وجود دولة فلسطينية فيها، لذلك فالبديل يكون بتفعيل الدور الأردني، وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية بصلاحيات أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي، من خلال نزع الصلاحيات السيادية من الدولة الفلسطينية ومنحها ل«إسرائيل».أما موضوع المستوطنات فحتى الآن فإن الإدارة الأمريكية وعلى خلاف سابقاتها لم تشر لموضوع الاستيطان، وهناك توجه لبقائها وشرعنتها في إطار تبادل محدود للأراضى.أما القضية الأمنية فستعالج بمنح كل السلطات الأمنية والعسكرية ل«إسرائيل» من خلال تواجدها على الحدود وخصوصاً على طول غور الأردن، أما الحدود مع غزة فقد يفرض على حماس مقابل رفع الحصار عن القطاع والاعتراف بها، أن تقوم بدور حماية الحدود من خلال هدنة طويلة، وربطها بمصر من خلال المشاريع المنوي القيام بها كالكهرباء والمياه والميناء وغيرها من المشاريع الحياتية،وهذا يعني تحسين الوظيفة الأمنية القائمة.أما قضية القدس فقد حسمت بالاعتراف بها عاصمة لدويلة الاحتلال«مع منح أراض وقرى ذات كثافة سكانية فلسطينية للفلسطينيين. من هذا المنظور، فالصفقة تهدف إلى التخلص من الصراع العربي-«الإسرائيلي» بتصفية القضية الفلسطينية نهائياً، وإلغاء كل قرارات الشرعية الدولية، وهذا بداية لإعادة تقسيم المنطقة العربية على أساس من مناطق النفوذ والمصالح للدول الإقليمية والدولية على حساب الدول العربية..وهذا هو الهدف الاستراتيجي لصفقة القرن. drnagishurrab@gmail.com

مشاركة :