ارتفاع تعرفة الكهرباء بشكل مفاجئ ذكرني بقفزات البهلوان الرأسية الملتوية، وكان من شأن هذا «الطوفان» أن اجتاح كثيرا من «جيوب» الناس حتى أدقعها عوزا، فأورثها استياء، ومما زاد الطين بلة تصريح محافظ هيئة الكهرباء قائلا: فاتورتي بلغت 3 آلاف، والسؤال الذي سيطرح تلقائيا هو كم يبلغ راتب المحافظ؟! وهل يمكن أن يقارن راتبه براتب موظف على المرتبة السادسة؟! بل وهل يمكن أن نقارنه بموظف لا يتعدى راتبه الـ3 آلاف ذاتها؟! إنه من المعلوم لدى الكثير منا أن كثيرا من المواطنين يعسره جدا سداد فاتورته الجديدة، بل ربما يصبح حسابه البنكي الهزيل «بالسالب» بسببها، ناهيك عن متطلبات الحياة الكثيرة هي الأخرى. تصريح استفزني كثيرا وتساءلت ما فائدة هذا التصريح الذي يشبه «النكتة»! بعيدا عن التصريح فإني قد كتبت قبل عام تقريبا مقالا حول ذات الموضوع، تحدثت فيه عن الربح «الهائل» جدا للشركة، حيث حققت سبعة أضعاف ربحها عن عامها السابق بواقع 4936 مليونا عام 2017 بدلا من 798 مليونا 2016، أي بواقع 738%، وهذا الارتفاع الهائل جدا لم يقابله أي تحسن في مجال الخدمة، بل قابلته زيادة في التعرفة وانقطاعات في الكهرباء كما هو المعتاد، و«كأنك يا بو زيد ما غزيت». ما زالت الكهرباء -خصوصا في الضواحي- تتقطع كثيرا، وما زالت تمديدات الكهرباء فوق الأعمدة! والعالم كله قد نسي هذا النمط فدفنها أرضا ولم تدفن الشركة التقهقر أرضا! ومن الغريب جدا من جهة أخرى أن تجد شخصا ما تصدر له فاتورة تبلغ 4000 ريال وعندما يراجع ويعترض تتحول إلى 800 ريال؟! فما هذا؟! أمر غريب جدا وطالما رأيناه، والتساؤلات تحضر، هل الأمر محض خطأ؟! أم أن هناك أمورا أخرى؟! هل أصبح «رزق» الناس سهل التلاعب فيه بهذا الشكل؟! كهرباء باهظة التعرفة، كثيرة الانقطاع، بدائية الإجراءات والهيكلة، فها هي ألمانيا تحتفل بمرور 32 عاما على عدم انقطاع الكهرباء أبدا، فمتى سنحتفل نحن؟! الحل في وجهة نظري لا يكون إلا بتدخل الجهات العليا في تقنين التعرفة الغريبة هذه.. خلاصة الأمر أن الشركة حققت أرباحا «فلكية» كان من المنطق أن يقابلها تقدم أو تحسن على الأقل في الخدمات، إلا أنه قابلها التصريح الغريب والتعرفة «القاتلة».. ها هو مجلس الشورى يطالب بالتحقق من ارتفاع فواتير الكهرباء، وإلى الآن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا.. ختاما.. فإن آمالنا في ظل رؤيتنا 2030 تفوق هذا الألم بقيادة حازمة عادلة راشدة تدأب في رفاهية مواطنيها وسلامهم.. فاطمئنوا.
مشاركة :