«الإمارات للفضاء».. ريادة عربية وتحقيق «العالمية» 2021

  • 7/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: رشا جمال تحتفل وكالة الإمارات للفضاء نهاية الأسبوع الجاري بالذكرى الرابعة لتأسيسها، إذ استطاعت خلال هذه السنوات القليلة تحقيق العديد من الإنجازات الهامة التي ساهمت في النهوض بالقطاع الفضائي الوطني، وتشكيل ملامحه، وأطره التشريعية والقانونية، بفضل القيادة الرشيدة التي أولت الأهمية لنهضة القطاع الفضائي عربياً، بحسب الدكتور محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، الذي اعتبر توقيع اتفاقية إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، يضع الدولة على أعتاب مرحلة جديدة تتحقق فيها رؤية القيادة للقطاع الفضائي الذي خُصّص لاستثماراته ما يقارب 22 مليار درهم حتى الآن. وبدأت مسيرة وكالة الإمارات للفضاء عام 2014 بإصدار السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة، والتي تم اعتمادها من مجلس الوزراء في شهر سبتمبر/‏‏ أيلول من العام 2016، لتركز على ثلاث صلاحيات أساسية. على مدى السنوات الأربع الأولى وقّعت وكالة الإمارات للفضاء عدداً من الاتفاقيات الهامة مع جهات رائدة في قطاع الفضاء الدولي، آخرها توقيع اتفاقية مع روسيا لإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدولية، واتفاقيات أخرى مثل الاتفاقية مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ووكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، ووكالة الفضاء الهندية.وعن أبرز منجزات الوكالة يقول الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: «إن الإمارات بفضل القيادة الرشيدة استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات آخرها توقيع اتفاقية إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء التي وضعت الدولة على أعتاب مرحلة جديدة تتحقق فيها رؤية قيادتنا الرشيدة للقطاع الفضائي»، مشدداً على أن هذه الاتفاقية تؤكد حرص القيادة الرشيدة على أن يكون للدولة مكانة ريادية بين الدولة المتقدمة في القطاع الفضائي. وأكد الأحبابي ل«الخليج» أن الدولة لديها خطط مستقبلية في مجال لفضاء إذ تسعى إلى تكون مركزاً إقليمياً لدراسة علوم الفضاء في الشرق الأوسط، من خلال استقبال الطلبة الراغبين في دراسة علوم الفضاء من دول المنطقة، للدراسة داخل الدولة بدلاً من اضطرارهم السفر إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أنه يتم حالياً العمل على تخصيص درجتين علميتين في مجال علوم الفضاء لمرحلة البكالوريوس، وأيضاً الماجستير، بحيث يتم استقبال الطلبة للحصول عليها ابتداءً من العام الدراسي القادم.وعن أهم ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية قال: «انتهت الوكالة من إعداد وثيقة حول استراتيجية المشروعات الفضائية، إذ تم رفع المسودة الخاصة بها للجهات المعنية، ليتم اعتمادها وصدورها العام الجاري، كما تم الانتهاء كذلك من إعداد مشروع قانون اتحادي في شأن الفضاء، وأصبحت المسودة الخاصة به جاهزة للمناقشة»، متوقعاً أن يصدر منتصف العام الجاري أيضاً.ولفت إلى أن نسبة التوطين بين العاملين في قطاع الفضاء تصل إلى 50% حالياً، من إجمالي عدد العاملين في القطاع الفضائي، الذي يصل إلى 600 شخص من جميع الجنسيات، مؤكداً أن الوكالة تسعى لزيادة هذه النسبة من خلال تأهيل الكوادر الوطنية عبر منظومة التعليم ورصد الاحتياجات، لاسيما في ظل احتياج القطاع إلى ضخ من 10 إلى 20 مهندساً ومتخصصاً من المواطنين سنوياً للعمل في المشروعات الوطنية.وأضاف: «من أهم الإنجازات الأخيرة على مستوى الدولة إطلاق القمر الصناعي (الياه 3) الذي يعد أول قمر اصطناعي بقدرات دفع إلكترونية هجينة، مطور من قبل (أوربيتال أي تي كي)، والذي أسهم بشكل كبير في دعم النمو الاجتماعي والاقتصادي للأسواق التي يغطيها من خلال إتاحة الاتصالات».وأشار إلى أن الوكالة تعمل حالياً على تنظيم قطاع الفضاء من خلال أربعة مشروعات رئيسية، منها العمل على وثيقة حول استراتيجية المشروعات الفضائية، وتم الانتهاء منها حالياً، وقمنا برفع المسودة الخاصة بها لجهات الاعتماد، ومن المتوقع أن تصدر نهاية العام الجاري، وكذلك تم الانتهاء من إعداد قانون الفضاء، وأصبحت المسودة الخاصة به جاهزة للمناقشة، ومتوقع أن يصدر منتصف العام الجاري أيضاً، ولكن هناك مجموعة من الإجراءات التي يتم اتخاذها قبل هذه الخطوة، خاصة أن إصدار القوانين يأخذ دورة طويلة إلى حد ما.وذكر أن الوكالة ستركز خلال المرحلة القادمة على استغلال التجارب والخبرات من تطوير «الياه 3» في تطوير مشاريع مستقبلية ترتقي بالمقدرات ومستوى الخدمات، بما يعود بالمنفعة العلمية والبحثية والتجارية، لتواصل الدولة من خلالها مسيرة نجاحها، وسيكون عام 2021 استثنائياً لقطاع الفضاء في الدولة، مع افتتاح «مدينة المريخ العلمية»، ووصول أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية. قوانين وتشريعات وحول ما حققته الوكالة من إنجازات في مجال التعليم والتشريعات، قال ناصر الراشدي، مدير إدارة السياسات الفضائية وبرامج التعليم في وكالة الإمارات للفضاء: «الوكالة استطاعت وضع استراتيجية خاصة لتعزيز الاستثمار في قطاع لفضاء، أصبحنا على وشك الانتهاء منها، وهي تهدف إلى تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في القطاع عبر الشركات المتوسطة والصغيرة، وهو ما يعمل على دعم ثقافة الابتكار، كما عملت الوكالة على إنجاز قانون الفضاء الذي يتلخص الهدف منه في تشجيع الأنشطة الحكومية والتأكد من تحقيق الاستدامة في هذه الأنشطة والتوازن بين الأنشطة والحفاظ على البيئة». اتفاقيات دولية وأشار الراشدي إلى أن الوكالة نجحت في أن تكون طرفاً في أربع معاهدات دولية، آخرها معاهدة «إنقاذ الملاحين الفضائيين»، وهي معاهدة تختص بالدول التي لديها برامج فضائية متميزة، وتهدف إلى وضع وتطوير البرامج التي تهدف إلى إنقاذ الملاحين الفضائيين، اتفاقية النطاق الدولي للفضاء والكوارث التي تستهدف توفير بيانات فضائية، صوراً أو معلومات، لجميع الدول والأزمات وتعتبر دولة الإمارات أول دولة عربية تنضم لهذا التحالف الدولي.وأوضح أن الوكالة تساهم مع المنظمات الدولية في وضع سياسات دولية تهدف إلى تعزيز دور الفضاء في تحقيق التنمية المستدامة والتي وضعت في 2015 بهدف تعزيز التنمية في العديد من المجالات حول العالم، لا سيما لما لقطاع الفضاء ومشروعاته من دور كبير في تحقيق هذا الهدف.ولفت إلى مشاركة الوكالة في العديد من المؤتمرات والأحداث الدولية، وقامت بتنظيم بعض منها، بل وخرجت بعض البيانات الدولية في هذا الصدد باسم إمارة دبي.وعلى المستوى العلمي قال الراشدي تقدم الوكالة منحاً دراسية في تخصص الفضاء والتخصصات المرتبطة به، في ست جامعات عالمية، إضافة إلى برامج الرعاية الطلابية في الجامعات الوطنية، كما تقدم الوكالة برنامج الرعاية الدراسية داخل الدولة، في ثماني جامعات حكومية وخاصة. مجلس الشباب قالت مها الأحبابي، مخطط استراتيجي في الوكالة، «اهتمت الوكالة خلال العام الماضي بإنشاء مجلس شباب لدعم الطاقات الشابة المتميزة في الوكالة من خلال توفير منصة لطرح أفكارهم الإبداعية في مجال الفضاء، والارتقاء بها، إضافة إلى تبادل الرؤى والطموحات للقطاع عبر جلسات العصف الذهني، وقام المجلس بإنجاز العديد من الفعاليات منها المشاركة في شهر الابتكار عن طريق حلقة شبابية بجامعة الإمارات للتعريف بدور الوكالة، وإطلاق مسابقة البالون العلمي للتشجيع على الابتكار والتميز».وقالت فاطمة الهاملي، عضو مجلس شباب الوكالة: «يسعى المجلس حالياً للعمل على توحيد جميع مجالس المؤسسات الحكومية عبر تكوين مجلس لتنظيم واحد لتنظيم القطاع بالكامل لتوحيد الجهود لدعم مشروعات الدولة الفضائية».من جانبها، قالت هيام البلوشي: «تواصلنا رسمياً مع «الياه سات» و»الثريا» و»مركز محمد بن راشد للفضاء» و«جامعة الإمارات» لإنشاء أول مجلس شباب على مستوى قطاع الفضاء، ووجدنا دعماً كبيراً ومن المتوقع أن يتم تشكيل المجلس قريباً بعد انتهاء كل الإجراءات».وأشارت ميثاء الرميثي إلى أن الدولة تحتاج إلى جهود شبابها في هذا المجال وهو ما يعمل عليه المجلس حالياً من خلال المخيمات الصيفية وتنظيم ورش العمل في المدارس والجامعات لتوعية الطلبة بأهمية قطاع الفضاء.

مشاركة :