أكد الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، أن واقع التعليم يشهد تغييرات كبيرة للأفضل، بناء على استراتيجيات وخطط تعليمية محكمة، ومتماسكة بين التعليم العام والعالي، وفق أطر أكثر وضوحاً وديمومة وواقعية ورسوخاً.وقال إن هذه التغييرات تهدف إلى جودة مخرجات التعليم على كافة المستويات، وهي السمة التي تميز تلك المرحلة من العمل المخلص، لتحقيق مجتمع الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار، وتخريج جيل يتمتع بخبرة ودراية علمية عالية.وأشار إلى أبرز مسارات الابتعاث، والتخصصات الجديدة لبرنامج بعثات الطلبة إلى الخارج، إذ تخدم توجه الدولة المستقبلي، وتعزز مكانتها في مؤشرات التنافسية العالمية، والتركيز على الابتعاث لدراسة درجة البكالوريوس في التخصصات الطبية والهندسية والتقنية، حيث تركز أهداف الوزارة على رفع عدد المبتعثين للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه إلى 50%. وتشمل التخصصات 9 مجالات بحثية تضم الابتكار، واستشراف المستقبل، وعلوم الفضاء، والطب والعلوم الصحية، ومصادر المياه، والطاقة البديلة والمتجددة، والاستدامة والتكنولوجيا النظيفة، والزراعة ونظم الأغذية، والنقل والمواصلات والبنية التحتية، وعلوم البحار والمحيطات. احتياجات التنمية وتقوم الوزارة بتحديد معدلات القبول في مؤسسات التعليم العالي وإعداد الطلبة لكل مؤسسة ضمن معايير تتوافق مع متطلبات واحتياجات التنمية الشاملة وقدرات هذه المؤسسات. وتصب هذه الجهود في الارتقاء بمخرجات التعليم العالي، وتعزيز وتطوير علاقات الشراكة مع القطاع الخاص، وتوسيع قاعدة البحث العلمي والتطوير على مستوى الدولة. وأفاد بأن التخصصات الجامعية المتاحة، تم تطويرها بشكل ممنهج، لتشمل تخصصات جديدة، فضلاً عن مواءمة تخصصات الخريجين مع متطلبات سوق العمل، وتوظيفها في المناهج الدراسية، وركزت الوزارة على التخصصات التي تهتم بها الإمارات في المرحلة المقبلة، فعلى سبيل المثال تخصص «تكنولوجيا المعلومات»، بات ينبثق منه تخصصات جديدة مثل: الأمن الإلكتروني أو البرمجة، وكذلك تخصص إدارة الأعمال، الذي ضم تخصصات جديدة مستقلة مثل دراسة المحاسبة وغيرها من التخصصات التي تلتصق مع التخصص الأصلي. البحث العلمي وقال إن البحث العلمي، أحد أهم المرتكزات التي تستند إليها الوزارة، لبلوغ أهداف الأجندة الوطنية، لاسيما أن المجال مفتوح بدرجة كبيرة في تطوير مفاهيم ومسارات البحث العلمي في الإمارات، فضلاً عن التحول والتركيز أكثر على البحوث التطبيقية، إذ إن البحث التطبيقي قادر أكثر على استقطاب الدعم الخارجي من القطاع الخاص، وأسرع وصولاً.وأكد أن الوزارة رصدت عدداً من الأهداف الاستراتيجية، ترتكز في محتواها على 3 محاور رئيسية، الأول يحاكي التركيز على تحقيق جودة التعليم العالي، من خلال معايير عالمية في جميع مناحي العمل الجامعي سواء للعاملين أو الطلبة أو التخصصات التي يشهدها المستقبل، والمحور الثاني يختص بمسارات مجتمع المعرفة، وسبل الوصول لاقتصاد المعرفة الذي يعد اقتصاد ما بعد النفط، فضلاً عن توفير تخصصات نادرة تتبنى العديد من المشروعات الجديد في المستقبل، فيما يحاكي الثالث البحث العلمي واتجاهاته المستقبلية. وظائف المستقبل من جهته أكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن العالم الذي نعيشه اليوم، بات ديناميكياً وأكثر تغيراً، وفرضت من خلاله التقنيات والابتكارات الحديثة نفسها على جميع المهن والوظائف، إذ أصبح من الصعب التكهّن بطبيعة الوظائف والمهن التي ستتاح في غضون بضعة أعوام من الآن، إذ إنّ عددًا منها ستختفي وأخرى في طريقها للمصير نفسه، لتحل محلها وظائف ذات طبيعة ومواصفات خاصة ومسمّيات جديدة، أضف إلى ذلك صعوبة التنبؤ بالتقنيات التي لم يتمّ ظهورها بعد! فكيف لنا أنْ نصمّم البرامج التخصصية والمناهج الدراسية التي تُعِدّ جيل اليوم للوظائف التي لم تُوجد بعد. أبحاث الفضاء وأخذتنا توقعات الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر الحكومية للتكنولوجيا في دبي، إلى أن المخرجات المستقبلية وفق مسارات تطوير التعليم، تحاكي قطاعات بعينها، تتضمن «الطاقة المستدامة»، وأبحاث الفضاء، وتخصصات التربية الوطنية والمهارات الحياتية والعلوم الصحية وتحليل البيانات الضخمة والبرمجة، التي تلبي احتياجات سوق العمل في السنوات المقبلة، من ناحية النوع الذي نبتغيه في مخرجات تتصف بالمهارة ومواكبة آخر المستجدات العالمية.وأكد أن الإمارات نجحت في الاستثمار في عقول أبنائها الواعدة، وما نشهده اليوم من إنجازات بلورة واقعية لرؤية القيادة الرشيدة للدولة، التي ركزت على رسم الطريق ل «عصر ما بعد النفط»، مرتكزة على تطوير التعليم ومساراته، للوصول إلى اقتصاد فاعل مستدام، قوامه التنوع والإبداع والابتكار، وسلاحه «المعرفة»، فضلاً عن بناء أجيال المستقبل المتسلحة بالعلم والمعرفة. اتجاهات حديثة ويرى الدكتور نور الدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة الفلاح، أن اتجاهات التعليم الحديثة التي اتخذتها الإمارات مؤخراً، تبلور رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة، التي نشهدها اليوم في الإعلان عن حزمة إنجازات تضم برنامج وطني للفضاء، وخطة 2117 لاستيطان المريخ، وبرنامج لتصنيع الأقمار الصناعية، والوصول بأبناء الدولة إلى المريخ خلال 4 سنوات عبر مسبار الأمل، متوقعاً أن يشهد المستقبل القريب عقولاً وطنية جديدة من العباقرة والمبدعين في المجالات كافة، لاسيما أن الإمارات فتحت لهم آفاق الإبداع والابتكار، وعولت عليهم في تحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة.وركزت الإمارات من خلال رؤيتها 2021، على برنامج عملي يستند إلى إجراءات، يتم تنفيذها في مجالات مختلفة في آن واحد، وتناسق وتكامل بينها، منها «التعليم والبحث العلمي والثقافة والاتصال والاقتصاد والتكنولوجيا والإعلام وغيرها من المجالات».
مشاركة :