وقع أمس قصف متبادل بين الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، وقوات النظام، في انتهاك لوقف النار الذي أعلن الجمعة إثر اتفاق رعاه الروس. وتسبب القصف في تأجيل تنفيذ أحد بنود الاتفاق، والذي ينص على إجلاء المسلحين والمدنيين المعارضين للتسوية مع النظام. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن: «شنّت قوات النظام صباح أمس، ضربات جوية على بلدة أم المياذن في ريف درعا الجنوبي الشرقي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين»، مضيفاً: «بعد القصف العنيف، بدأت تلك القوات باقتحام البلدة» الواقعة شمال معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وأعلنت وسائل إعلام النظام أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة حررت أم المياذن في ريف درعا الشرقي، وأحكمت سيطرتها عليها بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم». وأوضح «المرصد السوري» أن الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام نفذت أكثر من 120 غارة مستهدفة مناطق في بلدة أم المياذن، على الطريق الدولي إلى معبر نصيب الحدودي، ما أجبر المسلحين على الانسحاب منها، كما سيطرت قوات النظام على بلدة الطيبة، من دون وقوع اشتباكات، في حين حذرت قوات النظام من اقتحام بلدة نصيب الحدودية و»القضاء على المسلحين فيها»، وطالبت من وسطاء استلام لجان شعبية للبلدة. وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت على محاور في جنوب درعا، في محاولة من قوات النظام للتقدم والوصول إلى طريق دمشق – عمان القديم. وأفيد بأن طيران النظام استهدف أيضاً الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة درعا، ما أسفر عن مقتل مدني. وقبل ذلك، استهدفت الفصائل رتلاً لقوات النظام على الطريق الدولي قرب أم المياذن، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من عناصر قوات الأسد، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى ارتفاع حصيلة قتلى العملية العسكرية في محافظة درعا إلى 162 مدنياً، غالبيتهم في قصف لقوات النظام والطيران الروسي. وقال ناطق باسم الفصائل المعارضة لـ»فرانس برس»: «حصل قصف متبادل بين الطرفين، فتأجلت أول دفعة» لإجلاء المسلحين المعارضين إلى الشمال السوري. وكان مقرراً خروج 100 حافلة من درعا من معبر الجمرك القديم ضمن الاتفاق الذي رفضته فصائل صغيرة عدة في درعا. ورجح محللون أن تكون محافظة القنيطرة المحاذية الوجهة المقبلة لقوات النظام، فضلاً عن جيب صغير يسيطر عليه تنظيم «داعش» في جنوب غربي درعا. وأفادت مصادر مطلعة في درعا، بأن ملف تسليم ريف المدينة الغربي لا يزال قيد التفاوض بين النظام والروس من جانب والمعارضة من جانب آخر. وأشارت الى أن الفصائل المسلحة في ريف درعا الغربي، شكلت فريقاً جديداً للتفاوض عقب إعلان تأسيس «جيش الجنوب» الذي اندمج فيه 11 مكوناً عسكرياً في المنطقة الغربية والقنيطرة، واختار استئناف القتال. وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت مساء السبت، أن غالبية قادة الجماعات المسلحة في درعا، انضمت إلى قوات النظام السوري، بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق التسوية التي تتجه إلى «نهايتها». وزادت أن المسلحين سلموا كماً كبيراً من الأسلحة والذخيرة، اشتملت على دبابتين وعربة قتالية.
مشاركة :