طهران، واشنطن - وكالات ومواقع - حذر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الذي يتزعم التيار الإصلاحي، من «سقوط النظام» بفعل الفساد، معتبراً أن البلاد «عادت 100 عام إلى الوراء بالنسبة لقضايا الديموقراطية والعدالة».وانتقد خاتمي خلال اجتماع عقده مع مجموعة من شباب التيار الإصلاحي ليل أول من أمس، «استشراء الفساد والفقر والتمييز، ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وسط انقسام البلاد بين الإصلاحيين والأصوليين».ورأى أن «الفساد، الذي بات مثل الطوفان، بلغ مستوى يهدد كيان إيران والثورة (1979) معاً كالسيل الجارف»، وأن «النظام أخفق في مكافحة الفساد وتحقيق العدالة، وهذا لا يقتصر على الإصلاحيين أو المحافظين».كما انتقد «ضعف» الحكومة الحالية في «مكافحة الفساد وتحقيق العدالة في المجتمع الإيراني»، لافتاً إلى أنه لم يعد يميّز بين «الإصلاحيين والمحافظين، في ما يتعلق بموضوع الفساد المتفشي في البلاد». وأعرب عن أسفه لما آلت إليه البلاد، قائلاً: لقد دافع رجل الدين النائيني منذ 100 سنة مضت عن «حقوق ووجود المسيحيين والزرادشتيين واليهود في البرلمان، في حال أن إيران اليوم متخلفة وتمنع وجود غير المسلمين حتى في مجلس المدينة».واعتبر خاتمي، الذي يخضع لتحديد نشاطاته السياسية بتعليمات من المرشد الأعلى علي خامنئي، أن الأولوية الآن هي «إنقاذ إيران» و«درء الخطر».كما انتقد رجال الدين الإصلاحيين باعتبارهم القوة الرئيسية التي يجب الاعتماد عليها في «إنقاذ إيران»، ودعاهم إلى أن «يتفاعلوا مع التيارات المخلصة للبلد وإجراء تغييرات داخل هذه الجبهة».وحذر من «استياء» الشعب بعد اضطرابات يناير الماضي، قائلا إن جميع الوكالات والجهات الحكومية تتحمل المسؤولية. في سياق متصل، شهدت مدينة برازجان، الواقعة في محافظة بوشهر، ليل أول من أمس احتجاجات شعبية، إذ طالب المتظاهرون بتأمين المياه الصالحة للشرب، وخرج المئات إلى شوارع المدينة وهتفوا «الموت للديكتاتور»، وفق مصادر متعددة.وأظهر أحد المقاطع التي بثها الناشطون عبر موقع «تويتر» حضوراً مكثفاً للنساء في التظاهرة، وسط تعالي هتاف: «لا تخافوا... نحن متحدون».وتعد هذه الليلة الثانية التي یخرج فیها أهالي مدینة برازجان إلى الشوارع للاحتجاج على شح المياه، حيث تجمعوا ليل السبت - الأحد في ساحة مستشفى المدينة، وهتفوا بشعارت ضد الحكومة، منها «لا نريد حكومة فاشلة». كما كرروا شعارات تردد صداها في مختلف الاحتجاجات بإيران مثل «لا غزّة، لا لبنان، روحي فداء إيران»، وكذلك «اتركوا سورية وفكروا في حالنا».وكانت الاحتجاجات ضد شح مياه الشرب انطلقت من إقليم الأهواز ومن مدينة خرمشهر (المحمرة)، حيث أطلق ناشطون على تلك المظاهرات التي قمعت بعنف دموي من قبل قوات الأمن «انتفاضة العطش».ووفق «منظمة حقوق الإنسان الأهوازية»، فإن السلطات اعتقلت أثناء «انتفاضة العطش» خلال الأيام الأخيرة في مدينتي المحمرة وعبادان 125 شخصاً تظاهروا ضد تلوث وملوحة مياه الشرب. في المقابل، أمر خامنئي بتشكيل «غرفة الحرب الاقتصادية» وتعنى باتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الوضع الاقتصادي.واتخذت الغرفة حزمة من التدابير لمواجهة الوضع، أبرزها منع 1339 منتجا مستوردا من الدخول إلى أراضيها بحجة توافر بدائل في الداخل.وفي برلين، أعلنت وزارة المالية عن دراسة طلب إيراني لسحب مبالغ نقدية كبيرة من حسابات مصرفية في ألمانيا. وكانت صحيفة «بيلد» أفادت في وقت سابق بأن السلطات الألمانية تدرس طلبا من إيران لسحب 300 مليون يورو (352.98 مليون دولار) من حسابات بنكية في ألمانيا وتحويل الأموال إلى إيران. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تهديدات الزوارق الحربية الإيرانية للأسطول الأميركي في الخليج انتهت خلال هذا العام، على عكس السنوات الماضية التي بلغت عشرات التهديدات والاحتكاكات.ونشر ترامب، عبر حسابه في «تويتر»، إحصائيات للبحرية الأميركية ذكرت أن مضايقة القوات الإيرانية للبحرية الأميركية خلال العام 2015 كانت 22 حالة، وفي 2016 بلغت 36، وانخفضت في2017 إلى 14 حالة، لكنها في 2018 بلغت الصفر.
مشاركة :