الفنون جنون.. عبارة تاريخية احتكم لها كل الفنانين ليس في مصر فقط وإنما على مستوى العالم، فكل فنان يحمل في رأسه أفكارا قد يصفها البعض بالجنون.الفنان «عمار جويدة» البالغ من العمر ٦٥ عامًا، أحد أهم الفنانين في تونس الخضراء، رسم جدارية أهداها لمنطقته في مدخل مدينة زغوان والتي تقع في إقليم الشمال الشرقي لتونس، أثارت دهشة وإعجاب الجميع بالمدينة.يهوى «جويدة» الرسم ويحترفه منذ أكثر من ٤٠ عامًا، ويحب الرسم على الجدران، خاصة أنه فنان تشكيلي قوة الإبداع لديه تتأتى من خلال بيئته الشعبية التي نشأ بها بكل ما فيها من قيم ومبادئ.ويرى أن الفن الذي يمثل كل هواياته العشق الأول في حياته الممتدة منذ عقود طويلة، هو لغة ينقلها الشخص بطريقة تعبيرية مستوحاة من الواقع المعيش ومن حياته الشخصية ومكنوناته الداخلية العميقة ويشير إلى أن الجدارية هي ترجمة لمشهد أو موقف ينقلها بصورة فنية وتعبر عما يدور في داخله، كما أن المحيط الذي يعيش فيه يضفي جمالا على الأماكن العامة ويقدم رسالة موحية للناس.فالفن بحسب ما يعتقده الفنان عمار جودة مثل الأمور الأخرى التي يحتاجها الإنسان في حياته كالماء والهواء لا يمكن الاستغناء عنها، ففيها الموهبة والتطور الثقافي والفكري عند الشعوب، ويضيف أن الفن عبارة عن موهبة وضعها الله في أشخاص معينين وهم الذين يتميزون عن غيرهم ويبدعون ويلونون الحياة بالبهجة والسعادة فيعطون لها مذاقا خاصا.ويشير عمار جويدة أيضًا إلى أن الفنان التشكيلي هو الذي يحترف هذا الفن ويبدع من خياله ما يغاير الطبيعة، ويقوم بأخذ التفاصيل المستوحاة من الواقع الذي يعيشه وينقلها بصورة تحمل وجهة نظره هو كفنان للأمر.ويقول أيضًا، إن الفن الرفيع هو ما يتوقف أمامه الناس ويرون فيه أشياء مختلفة تعبر عن ذواتهم، مع الحفاظ على الهوية والتاريخ الذي صنعته الشعوب على مدى قرون مضت وخلفت الحضارات المتنوعة التي يذخر بها كل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج والتي تنصهر كلها في بوتقة واحدة فصنعت هذا التنوع الفريد والمتجانس.فالفنون جنون، ورغم كبر سني ووصولي لسن المعاش أو التقاعد، إلا أنني أعشق الفن والرسم واستمتع به وبالتفنن فيه للوصول إلى السعادة، أنا وابنتي التي أعشقها مثله فهي مصدر من المصادر التي تعيشني حالة فريدة من الإيحاء الذي يوصلني للإبداع.