ونحن نودع الزميل والصديق الراحل الفنان المبدع حسن شريف، الذي ترك في قلوبنا غصة كبيرة برحيله الموجع والمفاجئ، نبتهل إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته. لكن عزاءنا أن شريف ما زال باقياً بروحه وبأعماله وما تركه من لوحات وآثار فنية تزين الكثير من المتاحف والأروقة الفنية سواء في الإمارات أو الخارج. لقد كان حسن شريف مبدعاً كبيراً ومستنيراً، ومثقفاً حرص على الدوام على أن يكون في صورة الفن الذي يؤثر والفن الذي يغير، فهو من دون أدنى شك أبو الفن الإماراتي الذي مع عودته رحمه الله من بريطانيا في مطلع الثمانينيات أسس مع مجموعة قليلة من الفنانين من خلال انشائه لمرسم الفن في دبي الذي بدأ منذ تلك اللحظة يبث شيئاً جديداً في فضاء الفن التشكيلي الإماراتي. لقد أسهم حسن شريف في تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، كان شريف في ذلك الوقت منهمكاً في حالة فنية وثقافية لا مثيل لها، من تدريس الفن والاشتغال على اللوحات والبحث في تاريخ الفن، وعمل اسكتشات وأفكار لما يود أن ينجزه من أعمال. ليس ذلك فحسب فقد استطاع شريف بدأبه وصبره العجيب رحمه الله، أن يجمع من حواليه طائفة كبيرة من المثقفين والفنانين الذين استطاع شريف أن يؤثر فيهم ويجذبهم إلى ساحته الفنية والثقافية وما يطرح من أفكار في الفن. كان شريف عصامياً ينحت في الصخر مخلصاً للحركة الفنية في الإمارات، وقد ضحى بكل شيء في سبيل فنه وقناعاته وركز كثيراً على ما ينتج من أعمال، فعاش بحق للفن ومن أجل الفن والحياة معاً.
مشاركة :