حذر مسؤولون جزائريون من مخططات أجهزة مخابرات أجنبية، لزرع الفتنة الطائفية في الجزائر.. مؤكدين أن الأجهزة الأمنية رصدت تلك التحركات وتتصدى لها، وأن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تعمل بالتنسيق مع أجهزة الدولة كلها و خلايا التفكير والوقاية من أجل رفع الوعي العام للمجتمع، للتصدي لكل الأفكار الغريبة، للحفاظ على الوسطية و الاعتدال كصف واحد، برفقة الأجهزة الأمنية و قوات الجيش الوطني الشعبي في وجه تلك المخططات. كان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، حذر الشهر الماضي، من «أن هناك إرادة حقيقية لمخابرات أجنبية تعمل على بعث مخططات لتقسيم الدولة الوطنية و تمزيق العالم الإسلامي و إحداث فتن و حروب لا نريدها في الجزائر التي لها مرجعية دينية غير قابلة للمراجعة». وسبق للدبلوماسي الفرنسي المخضرم، إيف أوبان ميسيريار، أن كشف النقاب عن مخطط أمريكي لنقل السيناريو السوري إلى دول مغاربية بدأته واشنطن بإشعال بؤر توتر طائفي وعرقي في المغرب والجزائر.. وقال «أوبان» الذي عمل سفيرا لفرنسا في العراق وتونس، إن الجهات الدولية التي تحرك خيوط مواجهات عسكرية وشيكة في الشرق الأوسط، بدأت تتحرك لرسم حدود داخلية في أكبر دولتين مغاربيتين في إشارة إلى المغرب والجزائر!! وكشف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف الجزائري،، محمد عيسى، عن مخاطر نشاط مخابرات أجنبية تعمل على زرع أفكار لا تتماشى و المرجعية الدينية الجزائرية بهدف زعزعة استقرار الوطن و إثارة الفتن..وقال محمد عيسى، إن «تلك المخابرات أعادت إحياء مخططات تقسيم الأوطان الإسلامية، ورفعت التجميد عنها في محاولة لإدخالها للجزائر».. واصفا إياها بـ «الخطيرة جدا». وأوضح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف، أن علماء الجزائر يتميزون عن غيرهم بفهمهم أحسن فهم للقرآن و السنة ما يجعل بمقدورهم التصدي لمخاطر مخططات مخابرات أجنبية تعمل على تقسيم الأوطان.. وفي منشور له على صفحته الرسمية بالـ «فيسبوك» ،قال الوزير الجزائري: إن الذي يهم هو أننا كنّا موحدين حتى تحت نير الإستعمار، قبل أن ينفثَ علينا الإستعمارُ الحديث سمومَ التصنيف الطائفي والتعصب العرقي وخطاب الكراهية والإقصاء. ووفقا لتقارير أمنية جزائرية، فإن المخطط الذي يستهدف الجزائر، يستند إلى إشعال الخلافات بين المذاهب والطوائف الدينية، في محاولة لشق وحدة وتلاحم المجتمع الجزائري، وتشويه صورة الدين الإسلامي، والترويج لأفكار «غريبة» عن الوسطية والاعتدال، بهدف ضرب الاستقرار والأمن الداخلي. ويؤكد الوزير الجزائري، أن الوقت قد حان للتصدي لكل أشكال التطرف الديني بكل صوره، هذا التطرف الذي تغذيه أطراف خارجية من أجل النيل من سيادة بلادنا، «بمحاولتهم ضربنا بأبنائنا، من خلال تضليل بعض من شبابنا بأفكار غريبة عن قيم مجتمعنا»، معتمدين على مختلف الوسائط الاعلامية المتوفرة اليوم، بإنتاج أفكار متطرفة معروف عن أصحابها تخرّجهم من مدارس الاستعمار، والذين يحاولون بشتى الطرق تقسيم هذا المجتمع وإثارة النعرات اللغوية وحتى الجهوية، للوصول إلى غاياتهم الدنيئة، للنيل من سيادة الوطن وتشكيك المواطن في هويته وأبطاله وعلمائه. وبخصوص الطوائف التي تكلم عنها وزير الأوقاف والشؤون الدينية، والتي يراد من خلالها تقسيم الأوطان.. قال الوزير الجزائري محمد عيسى، إنه «لا يقصد تشكيل ديني بعينه لأن التشكيلات كثيرة و أكثر مما نتصور».. موضحا أنه يقصد المحافظة على كل المذاهب بما فيها الإباضية بما يتماشى مع الأصل ووفقا لمناهج علماء الجزائر من الأسلاف، على غرار الشيخ ابن باديس والبشير الإبراهيمي و غيرهم.. ودعا الأئمة و النخبة و رجال الإعلام إلى التصدي لكل الأفكار الغريبة، والوقوف في وجه تلك المخططات. وفي مواجهة ما وصفها بـ «الأفكار الغريبة» التي تروجها أجهزة محابرات أجنبية، لزرع الفتنة الطائفية في الجزائر.. أكد الوزير الجزائري، أن هذه المحاولات تتعارض مع سماحة الدين الإسلامي واعتداله، وهو ما يحافظ عليه المجتمع الجزائري، وما قام به علماء الجزائر و مساهماتهم في إعلاء صوت الإسلام.. مضيفا « منهم أول من شرح صحيح البخاري، وهو العالم محمد بن داود المسيلي، والعالم هود بن محمد الأوراسي، أول من فسر القرآن الكريم في نفس فترة تفسيره من قبل العالم الطبري، كما أن الجزائريين حملوا الإسلام إلى الأندلس و مشارف فرنسا و العاصمة النمساوية فيينا و إلى إفريقيا.
مشاركة :