وجه فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، بتكريم الأطباء والممرضات والعمال الذين تصدوا بشجاعة للحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين الجامعي، يوم السبت الماضي، ونجحوا في إخلاء المرضى من المستشفى في وقت قياسي، ونقلهم إلى مستشفيات أخرى لاستكمال العلاج.كما وجه فضيلته بضرورة محاسبة كل المقصرين، مهما كانت مناصبهم، وذلك وفقا لنتائج التحقيقات الجارية الآن، لكشف ملابسات الحريق .وكان موقع "صدى البلد" قد تفقد مستشفى الحسين الجامعي بالقاهرة، الذي نشب فيه حريق السبت، برفقة الدكتور إبراهيم الدسوقي مدير المستشفى، فعلى بُعد خطوات من البوابة الرئيسية يقع المبنى الجديد الذي وقع فيه الحادث، تحديدا في الدور الرابع بقسم الرمد، فالردهة الطويلة التي كانت تعج بالمرضى والأطباء، أصبحت خالية تماما كباقي المبنى الذي تم إخلاؤه.ظلام تام في مكان الحريق تحسبه بسبب فصل الكهرباء وبمجرد الاقتراب تلاحظ أنه حقيقي، يغطي السقف والجدران أكوام وأكوام من السواد، ويزين الجدران سلوك الكهرباء المنصهرة لتجاور أسرة المرضى، التي ما زال عليها طعامهم وأغراضهم، حيث تركوها للنجاة بحياتهم، كل الأثاث والأجهزة الطبية في الدور تحولت إلى خردة محترقة لا يظهر من معالمها شيء، ورغم شدة الحريق إلا أن بسبب تضافر الجهود لم يتم تسجيل أي حالات وفاة.كعادته يستيقظ عمرو عبدالفتاح العامل بقسم التمريض في مستشفى الحسين الجامعي، يتنقل بين كل أقسام المستشفى، يباشر عمله بنشاط ويتعامل مع استقبال المرضى بأعداد كبيرة بـ ود كبير، حتى لاحظ في تمام الثانية والنصف ظهرا تصاعد دخان من شبابيك المبنى الجديد بالمستشفى يقول: "حاولنا نطلع لقينا النار وصلت للسلم الخلفي".لم يتردد عمرو بعدها في جمع زملائه بالمستشفى لإنقاذ المرضى "أرواحهم كانت اغلى حاجة عندنا..اتجمعنا كلنا علشان ننزلهم بسرعة"، كما قال لـ"صدى البلد".كانت تلك الساعات هي الأصعب في مسيرة عمرو خلال عمله في المستشفى، والذي دام لـ 15 عامًا، رغم أنه والطاقم الطبي بالكامل مجهزون للتعامل في حالات الطوارئ إلا أن ما حدث كان أسوأ مما تخيلوه: "احنا متدربين على التعامل مع الحوادث وكنا مستعدين من أيام ثورة يناير بس دي أول مرة تحصل حادثة كده"، موضحًا أن النيران نشبت في الدور الرابع بقسم الرمد ثم امتدت لتلحق بالأدوار الثلاثة العليا، الخامس، والسادس، والسابع.ساعد كل من في المستشفى في إنقاذ المرضى، "الناس كلها بقت تجري وتساعد الدكاترة والممرضين والأهالي والعمال" كلً بما يستطع، فكانت الخطوة الأولى هي نقل المرضى لخارج المستشفى، "كان فيه حالات حرجة وعاملين عمليات كان لازم يطلعوا بالسلامة" كما قال عمرو لـ"صدى البلد".لم تختلف جهود عمرو خلال الحريق عما قام به عم عبده الذي يعمل كـ عامل نقل في المستشفى منذ أكثر من 20 عامًا، يجول في أرجاء في المستشفى أكثر من اثنتا عشر ساعة بكرسي متحرك ينقل به المرضى لخارج المستشفى "بعيش على الحسنة اللي باخدها منهم"، قام عم عبده (58 عامًا) بعمله المعتاد يوم السبت ولكن بأضعاف أعداد النقل المعتادة وبدون تلقي مال، "أنا صحتي على قدي بس دي الحاجة اللي قدرت أساعدهم بيها" كما قال لـ"صدى البلد".
مشاركة :