احتفل التايلانديون بإطلاق أبواق سياراتهم وتصوير تسجيلات الفيديو في مدينة تشيانغ راي بشمال تايلاند وخارجها أمس الثلاثاء بعد إنقاذ جميع الصبية البالغ عددهم 12 ومدربهم لكرة القدم من كهف مليء بالمتاهات ظلوا محاصرين فيه لأكثر من أسبوعين.وتمثل عملية إنقاذهم المؤثرة نهاية لمحنة استمرت أكثر من أسبوعين وبدأت عندما علق فريق «وايلد بورز» ومدربه داخل كهف تام لوانغ المغمور بالمياه على الحدود مع ميانمار يوم 23 يونيو (حزيران).وعثر غواصان بريطانيان على الصبية ومدربهم الاثنين الماضي لكن عملية البحث والإنقاذ قادتها بدرجة كبيرة وحدة خاصة من البحرية التايلاندية، حسب «رويترز».وقال راتشابول نجامجرابوان المسؤول في المكتب الإعلامي في إقليم تشيانغ راي والذي بدا عليه التأثر الشديد: «هذا حدث مهم في حياتي. حدث لن أنساه».وأضاف: «مرت أوقات بكيت فيها... أنا سعيد، سعيد للغاية لرؤية هذا الحب المتبادل بين أفراد الشعب التايلاندي».وكان التايلانديون قد تسمروا أمام شاشات التلفزيون والجوالات وأجهزة الكومبيوتر لمتابعة كل تفاصيل قصة إنقاذ الفتية مثل غيرهم في مختلف أرجاء العالم. ولجأ التايلانديون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن مشاعرهم باستخدام وسم (#هايو) على «تويتر» وهي صيحة يستخدمها أفراد البحرية لدعم الروح المعنوية ووسم (#أبطال) ووسم (#شكرا) وغيرها.وقال رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا إنه سيقيم احتفالا لكل الذين شاركوا في جهود الإنقاذ متعددة الجنسيات.وكتبت وحدة البحرية الخاصة على موقعها الرسمي بعد دقائق من استكمال عملية الإنقاذ «لا نعرف إن كانت هذه معجزة أم علما أم ماذا. جميع أفراد فريق وايلد بورز أصبحوا الآن خارج الكهف».وقال فريق مانشستر يونايتد البريطاني لكرة القدم على حسابه على «تويتر» إنه يشعر بالارتياح لمعرفة أن الفريق أنقذ بكامله وقدم دعوة للفريق ومنقذيه لزيارة استاد أولد ترافورد.إلى ذلك، حذر الأطباء المشرفون على علاج الأطفال الذين كانوا عالقين وتم إنقاذهم ومدربهم من خطورة سفر هؤلاء الأطفال إلى روسيا لمشاهدة المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2018.وجذبت قصة الأطفال الـ12 المنتمين لأحد أندية كرة القدم في تايلاند، والذين حوصروا داخل أحد الكهوف خلال الأسابيع الأخيرة انتباه واهتمام العالم أجمع، حتى أن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» دعا هؤلاء الفتيان إلى حضور نهائي المونديال يوم الأحد المقبل إذا ما تمكنوا من الخروج من الكهف قبل موعد إقامة المباراة، حسب وكالة الأنباء الألمانية.وأكد الأطباء أنه من الضروري أن يمكث الأطفال المذكورون فترة من الوقت داخل أحد المستشفيات تحت الملاحظة والمتابعة للاطمئنان على حالتهم الصحية.وقال الأطباء إن الأطفال سيتابعون عبر شاشات التلفزيون داخل غرفهم بالمستشفى نهائي المونديال إذا كانوا لا يزالون مستيقظين حتى موعد بث المباراة، التي تنطلق في العاشرة مساء بتوقيت تايلاند.وكانت قد شهدت عملية الإنقاذ وجود أكثر من ألف شخص من مسؤولي الحكومة والمتطوعين وخبراء الإنقاذ الأجانب ومئات من الصحافيين من أنحاء العالم. كما تم تقديم خدمات تدليك «مساج» بالمجان لآباء اللاعبين، والذين يعسكرون في الموقع، كما كانت توجد خدمات لقص الشعر متاحة بالمجان لأي شخص في الموقع في حالة نمو شعره بشكل كبير وهو في انتظار خروج المحاصرين من الكهف.وقام متطوعون بطهي أصناف متنوعة من الطعام التايلاندي بداية من الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من المساء، وذلك لتوفير الوجبات لفرق الإنقاذ التي تعمل على مدار اليوم وللصحافيين ولأسر أفراد الفريق المحاصر التي عسكرت أمام الكهف منذ بداية الأزمة. ويعد تجمع المتطوعين لطهي الطعام من ردود الفعل المعتادة للغاية في تايلاند في الأحداث المهمة.وكتب أحد مستخدمي «تويتر» في تغريدة أن الطعام كان دائما جيدا في أيام تسونامي 2004 واحتجاج أصحاب القمصان الحمر أمام مكتب رئيسة الوزراء عام2009. وأشار إلى عدد آخر من الأزمات والاحتجاجات السياسية التي شهدتها البلاد. كما يقدم المتطوعون أمام الكهف الذي حوصر به فريق كرة القدم جميع الاحتياجات الضرورية للحياة اليومية، بداية من الأدوية الرئيسية إلى الجوارب والملابس الداخلية.
مشاركة :