كشفت مصادر فلسطينية مطلعة في دمشق أن عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير» عزام الأحمد، سيسعى إلى الحصول على اتفاق الفصائل الفلسطينية لعزل حركة «حماس»، لكنه سيغادر العاصمة السورية، التي وصلها قبل يومين بـ«خفي حنين»، لأنه لا يستطيع أن يقدم للفصائل أي شيء وهي لن تعطيه في المقابل ما يريد.وبدأ وفد من «منظمة التحرير» زيارة إلى سورية ليل الإثنين الماضي تستمر لأيام، حيث يضم إضافة إلى الأحمد، كلاً من رئيس دائرة التنظيم الشعبي واصل أبو يوسف، ورئيس دائرة اللاجئين أحمد أبو هولي، وسفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وانضم إليه السفير الفلسطيني في دمشق محمود الخالدي، ورئيس الدائرة السياسية في المنظمة أنور عبدالهادي.وحسب أوساط الوفد فإن محادثاته ستركز على «بحث العلاقات الثنائية بين المنظمة وسورية والاطلاع على أوضاع الفلسطينيين، خصوصاً في مخيم اليرموك جنوب دمشق».وبهذه المناسبة، جدد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد خلال استقباله وفد المنظمة أول من أمس، «التأكيد على أن دمشق لا تزال تعتبر القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، وأن هذا الموقف ثابت على الرغم من كل التحديات التي واجهتها سورية خلال سنوات الأزمة».وقال إن سورية تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصاً حقه في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية على أرضه، وضد أي مشاريع أو مخططات تسعى إلى تصفية هذه القضية، بما في ذلك «صفقة القرن».بدوره، أكد الأحمد أن «سورية القوية المنتصرة هي السند والنصير للقضية الفلسطينية، ونقل تحيات قيادة وشعب فلسطين إلى قيادة وشعب سورية»، مهنئاً بالانتصارات والإنجازات التي حققها الجيش السوري.وفي السياق، قالت مصادر فلسطينية لـ«الراي» إن الأحمد ينوي الاجتماع بقيادات «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وقيادات فلسطينية أخرى لفصائل «منظمة التحرير» ممن يقيمون في دمشق، ليصل معهم إلى اتفاق بهدف عزل «حماس»، وذلك بعد أن عجزت «فتح» عن إنجاز توازن لتحقيق المصالحة مع الحركة، غير «أن رد الجبهة الشعبية ممثلة بأمينها العام المساعد أبو أحمد فؤاد سيكون: إنكم لستم بأفضل من حماس».وأضافت أن «القيادة العامة ممثلة بأمينها العام أحمد جبريل ونائبه طلال ناجي سيقولان له الكلام ذاته، وأن حماس تحكم غزة ولديها أسلحة ومقاومة وسمحت بالعودة، أما أنتم في فتح فلا تفعلون شيئاً، فيما تعمل هي وتكسب من خلال حكمها لنحو مليون فلسطيني تدفعهم للخروج في تظاهرات على السياج (الأمني للقطاع) متى تشاء».وتابعت أن «فتح لا تريد لأحد أن يقاسمها السلطة ولو بنسبة 20 في المئة، وحماس التي تحكم غزة منذ 11 سنة لن توافق إلا أن تأخذ حقها كاملاً، كما أنها لن تسمح للفصائل الموجودة في القطاع بمن فيهم الجبهة الشعبية والقيادة العامة والصاعقة وحركة الجهاد الإسلامي اتخاذ مواقف ضدها».وأوضحت أن «الصراع على السلطة بين الفصائل الفلسطينية لا تتحكم فيه الفصائل وإنما القوى الإقليمية والدولية التي تقف خلفها، والفصائل في النهاية مجرد بيادق يحركها أصحاب القرار مثل إسرائيل وأميركا ودول عربية أخرى».واستبعدت المصادر أن يناقش الأحمد مع قيادات الفصائل ملف «صفقة القرن»، كما استبعدت أن يعرض عليها المساهمة في إعمار مخيم اليرموك مقابل وقوفها إلى جانب «فتح»، مضيفة «إذا ما قرر (الرئيس محمود) عباس إخراج مبلغ للمساهمة في إعادة إعمار المخيم فستقول له واشنطن من أين حصلت على هذا المبلغ، فحتى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تعاني عجزاً مالياً في موازنتها بنحو 200 مليون دولار، وبالتالي فإن السلطة لن تستطيع أن تخصص أي مبالغ لإعمار المخيم».واعتبرت أن «ما يتم الترويج له إعلامياً ما هو إلا غطاء على الملف المركزي الذي يريد عزام العمل عليه وهو محاولة كسب الفصائل في دمشق إلى جانب فتح ضد حماس».ونقلت المصادر عن قيادات فلسطينية في دمشق قولها إن «الأحمد سيغادر كما جاء فلا يوجد لديه ما يقدمه لنا وبالتالي لن يكون لدينا أي شيء نعطيه إياه»، مضيفة «اليوم تجد الجبهة الشعبية نفسها وقد أصبحت مرجعية للمعارضة الفلسطينية من الفصائل كافة وهي موجودة بشكل منظم ومؤثر في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وتفضل ألا تقدم تنازلات لعباس وخصوصاً أن هذا الأخير سيغادر ومن غير المعروف بعد من سيخلفه».
مشاركة :