تونس – لم تنه خسارة حزب نداء تونس للانتخابات المحلية التي جرى تنظيمها مايو الماضي وأدت إلى سيطرة خصمه حركة النهضة الإسلامية على أغلب البلديات، معركة الشقوق التي يعيشها منذ 2015 وأثرت بشكل كبير على شعبيته.
وأثار اجتماع لعدد من القيادات بنداء تونس الاثنين جدلا داخل الحزب بشأن التمثيلية وأحقية بعض الأطراف في الحديث باسمه.
وقال منجي الحرباوي الناطق باسم حركة نداء تونس الثلاثاء، إنّ الحاضرين في هذا الاجتماع يمثلون بقايا الهيئة السياسية المنحلة التي أصبحت في حكم العدم.
واعتبر الحرباوي أنّ ما يجري هو محاولة تصدير الأزمة الحكومية إلى الحزب الذي طالب بتغيير الحكومة من خلال استعمال بقايا هياكل الحزب لإلهاء الرأي العام عن المشاكل الحقيقية؛ منها التضخم وانقطاع المياه وأزمة الدينار ومخزون العملة الصعبة المتدهور. ووصف الاجتماع بالمشبوه وبأنّه محاولة انقلابية على الحزب وتجزئة المجزأ.
وقال إنّه اجتماع معلوم النتائج وأهدافه انقلابية ومحاولة للسطو على الحزب، داعيا إلى الكفّ عن هذا السلوك الذي أساء لصورة نداء تونس وتسبب في خسارته في الانتخابات المحلية.
وأقرّ بأن الحزب يمرّ بأزمة، ولكنه في المقابل يتعرض إلى مؤامرة من أطراف سياسية تعمل على تمزيقه، متهما حركة النهضة بالعمل على تمزيق حزب نداء تونس باستخدام أطراف داخله.
وقال إنّ الحزب يخيف أطرافا داخلية وأطرافا دولية موالية لبعض الأحزاب في تونس، دون أن يسمها، معتبرا أنّ حركة نداء تونس هي الضامن الوحيد للديمقراطية في تونس. وتأتي هذه الأزمة الجديدة بينما تشير تسريبات إعلامية إلى جهود يبذلها الرئيس الباجي قائد السبسي لتوحيد العائلة السياسية الحداثية للتصدي لهيمنة النهضة على المشهد السياسي.
وكان الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق قال إن الوقت حان للمرور إلى تحرك عملي عبر بناء جبهة سياسية واسعة “للجم كل من يُحاول الاستفراد بطريقة وصفها بـ’الخبيثة’ بالحياة السياسية العامة”.
ومحسن مرزوق واحد من القيادات التي ساهمت في بناء حزب نداء تونس قبل أن يستقيل منه منذ نحو ثلاث سنوات احتجاجا على التوافق مع النهضة.