أثارت تقارير تحدثت عن طلب إيران سحب مبلغ مالي كبير من البنك التجاري الإيراني-الأوروبي في ألمانيا؛ جدلًا واسعًا في المحافل السياسية الدولية، في وقت تلوح في الأفق بوادر أزمة بين برلين وواشنطن اليوم، بعد تدخل السفير الأمريكي في الأمر، ومطالبته الحكومة الألمانية برفض طلب طهران؛ ما استفز ساسة وبرلمانيين ألمانيين. وأفادت تقارير بداية الأسبوع، بأن إيران طلبت من الاتحاد الأوروبي سحب مبلغ 300 مليون يورو من "البنك التجاري الأوروبي الإيراني" في هامبورج الألمانية، ونقل هذه الأموال في طائرة ركاب إلى العاصمة طهران. وفور الإعلان عن هذا الأمر، طالب السفير الأمريكي في برلين "ريتشارد جرنل"، السلطات الألمانية بالتصدي لخطة إيران لنقل المبلغ المذكور من برلين إلى طهران، معربًا عن تطلع الإدارة الأمريكية إلى رفض الحكومة الألمانية هذا الأمر رفضًا قاطعًا. من جهتهم، اعتبر عدد من الساسة والبرلمانيين الألمانيين تصرف السفير الأمريكي تدخلًا في الشؤون الألمانية؛ حيث انتقدوا أسلوبه الذي وصفوه بـ"المثير للجدل". ووفقًا لتقرير نشره موقع الإذاعة الألمانية DW -في نسخته الفارسية ترجمته "عاجل"- تحفظ النائب البرلماني الألماني "رولف موتزنيش" على تدخل السفير الأمريكي في قضية سحب الأموال الإيرانية؛ حيث قال: "إن الضغوط التي يمارسها جرنل على الحكومة الألمانية غير متعارف عليها، وعلى السفير الأمريكي أن يعلم في النهاية أن برلين تتخذ قراراتها وفقًا للقانون". وفي السياق ذاته، شدد موتزنيش على ضرورة بحث السلطات الألمانية مسألة طلب إيران مبلغًا بهذا الحجم، وإمكانات استخدامه في أنشطة غير قانونية، بحسب تعبيره. وأشار تقرير DW إلى تصريح لرئيس تكتل الأحزاب المسيحية في البرلمان الألماني "يوهان فادفول"، الذي أكد فيه انتقاده أيضًا مطالب السفير الأمريكي بخصوص طلب إيران؛ إذ قال: "إذا كان انتقال هذه الأموال قانونيًّا، فلا يجب أن تمنعه السياسة". ووصف فادفول مواقف السفير جرنل في ألمانيا بالمثير للجدل والمقلقة، مضيفًا: "إن هذه المواقف لا تتناغم مع وظيفته السياسية كسفير"، وفقًا لتعبيره. وبحسب محللين، يكمن الخلاف بين ساسة وبرلمانيي ألمانيا وبين موقف السفير الأمريكي في مسألة تدخل الأخير في قرارات برلين السياسية، فضلًا عن إثارته مسألة مساعدة ألمانيا لإيران في محاولات الأخيرة للهروب من العقوبات الاقتصادية. واختتم تقرير الإذاعة الألمانية بالإشارة إلى أن سحب إيران مبلغًا كهذا، يقتضي موافقة البنك الفيدرالي الألماني، الذي يتحكم في الحسابات المصرفية للبنك التجاري الإيراني الأوروبي. وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد نقلت تقريرًا ذكرت فيه أن إيران طلبت هذه الأموال النقدية؛ بسبب حجب بطاقات المسؤولين الإيرانيين الائتمانية، وعدم استطاعتهم السفر إلى أوروبا، بحسب مقتضيات الطلب الإيراني. اقرأ أيضًا
مشاركة :