دول الهامش والنفط الصخري المتضرر الأكبر في أسواق النفط حتى 2020

  • 12/14/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء نفطيون لـ»اليوم» وجود مؤشرات قوية لتحسن أداء مستوى المتغيرات السعرية للنفط، خلال الربع الأول من عام 2015م، ونتيجة زيادة الطلب على النفط الموسمي، والتي قد تؤدي الى تحسن نسبي في أسعار النفط، لتعكس هذه الزيادة في الطلب وقد تصل الأسعار الى مستوى 70 دولارا للبرميل الواحد. وكشف الخبراء خلال حديثهم لـ «اليوم» عن اتخاذ السعودية والدول الخليجية خططا بعيدة المدى، خاصة بعد أن كشفت المملكة نهاية الأسبوع الماضي عن انخفاض انتاجها الى نحو 9.7 مليون برميل يومياً في نوفمبر الماضي وهو ما يؤكد وجود خطة بعيدة المدى لتوازن الانتاج مع الطلب. وأوضح الدكتور خالد العقيل الخبير النفطي ممثل المملكة في المكتب التنفيذي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» سابقاً بان الدول الخليجية في مأمن من المتغيرات السعرية النفطية التي تواجه اسواق النفط حيث ومن المتوقع وجود تحسن تدريجي في الاسعار وستتحسن السوق تلقائياً بعد تضرر الدول المنتجة من النفط الصخري وكذلك الدول الهامشية الانتاج حتى مطلع 2020م، وهذا ما يؤكد ان دول مجلس التعاون تتبع خططا بعيدة المدى للسوق النفطية ليست قصيرة المدى كالدول المنتجة للنفط الصخري والهامشية الانتاج. وقال الدكتور العقيل إن تاريخ النفط يعيد نفسه مستشهداً بأنه وفي سنة 84 و 86 عمدت الولايات المتحدة الامريكية إلى استنزاف نفطها من الآبار الثانوية ما تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة ارتفاع انتاجها من هذه الآبار نتيجة انخفاض أسعار النفط وهذا ما سيكون مستقبلا، مبينا أن منظمة أوبك أخذت بعداً مستقبلياً لمرحلة انتاج النفط وهو ما شوهد خلال اجتماع اوبك الاخير المنعقد في فينا حيث لم تؤخذ بالنظرة المستقبلية بل حافظت على مصالحها وعمدت إلى إجراء مناقشات وحوارات مستفيضة للتشاور مع الدول المنتجة من خارج المنظمة. وأشار الدكتور العقيل الى أن منظمة اوبك تمد السوق النفطية العالمية 32% من امدادات النفط والولايات المتحدة الامريكية تنتج 12 مليون برميل والاتحاد السوفيتي ينتج كذلك 10 ملايين برميل وهو ما يؤكد امتلاك روسيا وأمريكا 23 مليون برميل من استهلاك 90 مليون برميل حيث ان خفض مستوى الأسعار الى أقل مما هو معلن الآن سيضر بالدول المنتجة للنفط الصخري وكذلك الهامشية الانتاج، حيث ان انتاج النفط الصخري في عام 2011م بلغ 9 ملايين برميل وحالياً، ومع مطلع 2015م سيكون انتاجه 13 مليون برميل وهو ما يؤكد وجود ارتفاع 5 ملايين برميل خلال الاربع السنوات الماضية. من جهة أخرى، أوضح الدكتور علي التواتي الخبير النفطي أن الأسعار النفطية مطلع 2015م لن تتجاوز 70 دولارا للبرميل في الربع الأول من 2015، لأنه في حال ارتفاعه أكثر من 70 دولارا سيصبح النفط الصخري أجدر بالإنتاج وضخ كميات أكبر للسوق للاستفادة من الارتفاع. وعن انعكاس هذا الانخفاض على الاقتصاد المحلي، أكد أنه بلا شك يعتبر الانخفاض سلبيا لأنه سيجبر الدولة على اجراءات تقشفية مثل إلغاء الدعم عن بعض المشاريع وربما على المدى البعيد يتغير سعر الصرف وتقل الصادرات. من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي محمد بن فريحان، أن التوقعات السعرية النفطية مطلع 2015م تشير الى أن الربع الأول من مطلع 2015م سيصل من 60 دولارا الى 80 دولارا للبرميل ومنتصف 2015م قد يصل من 75 الى 80 دولارا للبرميل وهذه الأسعار لن يكون لها تأثير سلبي على المملكة بحكم انخفاض تكلفه الانتاج لديها. وفي آخر التقارير الاقتصادية العالمية أوضح تقرير صادر أمس الأول من وكالة الطاقة الدولية أنه إذا أبقت أوبك على مستويات إنتاجها بدون تغيير فإن فائض المعروض العالمي سيصل إلى مليوني برميل يوميا في النصف الأول من عام 2015 حينما ينقص الطلب في العادة. وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2015 بواقع 230 ألف برميل يوميا إلى 900 ألف برميل يوميا بناء على توقعات بانخفاض استهلاك الوقود في روسيا وغيرها من الدول المصدرة للنفط. وذكرت أنه من السابق لأوانه توقع أن تبدأ أسعار النفط المتدنية في إضعاف طفرة إمدادات المعروض بأمريكا الشمالية. وتشهد أسعار النفط انخفاضا حادا منذ يونيو بسبب تباطؤ نمو الطلب وطفرة النفط الصخري في أمريكا الشمالية. وأرجع تقرير وكالة الطاقة الدولية الهبوط الشديد لأسعار النفط إلى قفزة في المعروض من خارج أوبك إلى أعلى معدل نمو له على الإطلاق وانكماش النمو في الطلب على النفط.

مشاركة :