بغداد:«الخليج»، وكالات اجتاحت التظــاهرات الغاضبــة على تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء، وارتفاع البطالة ونسبة العاطلين عن العمل، أمس، عدداً من المحافظات العراقية، بعدما امتدت من البصرة إلى النجف وميسان وذي قار وغيرها، فيما اقتحم عدد من المتظاهرين مطار محافظة النجف وأوقفوا حركة الطيران، في وقت كانت فيه الاحتجاجات في البصرة جنوبي البلاد تتواصل لليوم السادس على التوالي، احتجاجاً على البطالة، ما دفع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى زيارة المنطقة، أمس، بهدف التهدئة.واقتحم متظاهرون عراقيون مطار النجف، وتوقفت حركة الطيران به، وكذلك مجلس محافظة النجف، الجمعة.وقال مراسل قناة «الحدث»، إنه لم تحدث اشتباكات، وإن قوى الأمن سمحت للمحتجين بالدخول سلمياً إلى مبنى المطار ومبنى المحافظة. وأكد مصدر أمني إصابة 25 عنصراً أمنياً في تظاهرات محافظة ذي قار، واعتقال عدد من المتظاهرين، وإصابة آخرين.وفي محافظة ميسان، أحرق متظاهرون مقر حزب الدعوة، واقتحموا مبنى تيار الحكمة. وفي الناصرية، استمرت التظاهرات احتجاجاً على أداء الحكومة العراقية، وسُمع دوي إطلاق نار. كما طالب متظاهرون في العاصمة العراقية بغداد، بتحسين الخدمات.وشهدت البصرة أيضاً تواصل التظاهرات الاحتجاجية، فبعد 15 عاماً على تغيير النظام في العراق، لم تشهد الخدمات الأساسية أي تحسن ملحوظ، على حد تعبير متظاهرين من أهالي البصرة، الذين قدموا إلى إقامة تظاهرات منذ نحو أسبوع، قطعوا خلالها الطرق الرئيسية. وقال شهود عيان في محافظة البصرة، إن عدداً من المتصيّدين في الماء العكر، بدأوا عمليات تخريب في المنشآت الحكومية، مستغلين عدم انتظام هذه الحركة الاحتجاجية التي تعبر عن مظلومية أهالي البصرة، على حد تعبيرهم.وكان المتظاهرون في البصر أغلقوا الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر، كما حاولوا اقتحام بعض المؤسسات الحكومية، فيما أعلنت المرجعية الدينية العليا تضامنها مع المحتجين، مطالبة الحكومة بإيجاد حلول سريعة، وسط تحذيرات من حدوث انفجار شعبي كبير. وتظاهر، صباح أمس، عشرات المواطنين أمام حقل القرنة النفطي شمالي البصرة، ودُعي إلى تحرك احتجاجي بعد الظهر أمام مبنى مجلس المحافظة في وسط المدينة. وخلال الليلة قبل الماضية، شوهد متظاهرون يحرقون إطارات جنوبي البصرة، ويضعون عوائق لقطع الطرق، محتجين على ارتفاع الأسعار، وعلى البطالة، فيما حاول بعضهم اقتحام بعض المنشآت الحكومية.ويطالب المتظاهرون في المحافظة النفطية، بتوفير فرص عمل للشباب، وتأمين الخدمات، خصوصاً الكهرباء، ويحمّلون الحكومة مسؤولية تفاقم الوضع بسبب عدم إيجاد حلول.وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل علي السيستاني، في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء: «ليس من الإنصاف، ولا من المقبول أبداً أن تكون هذه المحافظة المعطاء، من أكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً». وأضاف: «يعاني الكثير من أهلها (البصرة) قلة الخدمات العامة. على المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية، التعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة».من جهته، أعلن المرجع الديني محمد مهدي الخالصي، تأييده للمطالب «المشروعة» للمحتجين في البصرة وبقية محافظات العراق، داعياً إياهم إلى عدم فسح المجال للكتل السياسية، أو الفاسدين باستغلالها لأغراض سياسية مريبة.وقال الخالصي خلال خطبة الجمعة، إن «الاحتجاجات الشعبية الواسعة انطلقت من البصرة، وسرت إلى الناصرية، والكوت، وكربلاء، وبغداد وغيرها، للمطالبة بتوفير الخدمات، تأتي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وأهمها توفير الكهرباء».وتوجه العبادي إلى البصرة قادماً من بروكسل، حيث كان يشارك في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، واجتمع فور وصوله مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة، والمحافظ أسعد العيداني، ومدير شركة الطاقة.وخلال وجوده في البصرة، صدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء أعلن بدء اتخاذ خطوات لحلحلة الأزمة. وبحسب البيان، أمر العبادي بإعطاء «الحراس الأمنيين المتعاقدين مع وزارة النفط، والذين يعملون لحساب مديرية شرطة الطاقة في وزارة الداخلية» في البصرة، عقوداً ثابتة مع ضمان اجتماعي.وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «البصرة ليست بحاجة لمسكنات، بل لحلول جذرية تضع حداً لمعاناة أهلها، وفق برامج وخطط حقيقية ضمن توقيتات زمنية محددة»، متسائلاً: «كيف يكتب للمريض شفاء، إذا استخدمت في علاجه ذات الأدوات التي أدت لتردي وضعه الصحي؟».
مشاركة :