خلاف صامت أميركي ـ فرنسي حول المفاوضات النووية مع إيران

  • 12/14/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتبادل الولايات المتحدة وفرنسا المراقبة بحذر بشأن الملف النووي الإيراني، في لعبة دبلوماسية تشتبه فيها واشنطن بأن باريس تتلكأ في إبرام اتفاق مع طهران، فيما يشعر الفرنسيون ضمنا بالقلق من تسرع الأميركيين، وذلك وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. ويشكل حل كل مشاكل البرنامج النووي الإيراني دفعة واحدة والتصالح مع الجمهورية الإيرانية أولوية لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما. وتريد فرنسا أيضا مخرجا للأزمة لكنها تعد منذ سنوات الأكثر تشددا بين دول مجموعة «5+1» التي تفاوض طهران وتضم أيضا الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وألمانيا. رسميا، تعلن واشنطن وباريس «وحدة موقفهما» للتوصل إلى حل مع طهران ينهي 12 عاما من التوتر. لكن مصادر دبلوماسية متطابقة تعترف بأنه في كواليس هذه المواجهة بين إيران والدول الكبرى هناك خلاف بين باريس وواشنطن. وقد شهدت العلاقات بينهما تقلبات منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003، وقد تكون الحلقة الضعيفة في مجموعة «5+1» في مواجهة طهران. وفي الجلسات الخاصة يعبر الدبلوماسيون عن القلق وحتى عن الاستياء من فرنسا التي تدعي دون وجه حق برأيهم أنها الأكثر تشددا حيال طهران. وهم يتهمون نظراءهم الفرنسيين بالتحدث كثيرا عن خبرتهم الحقيقية في النووي الإيراني لكن من دون أن يقدموا شيئا يذكر ومن دون أن يتحركوا. ويرفض الفرنسيون الرد على انتقادات الأميركيين. لكن في المفاوضات الأخيرة التي جرت في فيينا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أطلق السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة جيرار ارو تغريدات كثيرة بالإنجليزية، دعا فيها إلى «الصبر والحزم» في «لعبة البوكر هذه»، مشيرا إلى أنه «إذا كان أي اتفاق حاسما للاقتصاد الإيراني فهو ليس أكثر من مهم بالنسبة لنا». وحذر دبلوماسي غربي، موجها حديثه بالتأكيد إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري المعروف بنشاطه وتفاؤله، من أنه «علينا ألا نتسرع من أجل اتفاق، والتسرع سيكون خطأ ترتكبه مجموعة 5+1». وأضاف أن «الضغط هو على إيران». وتابع هذا الدبلوماسي «نريد اتفاقا متينا وليس اتفاقا من أجل اتفاق». وأكد دبلوماسي آخر أنه «إذا كان الإيرانيون يريدون اتفاقا فمن غير الأكيد أنهم يستطيعون دفع ثمنه» خصوصا بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي والقدرة على التخصيب وهي نقطة تتعثر أمامها المفاوضات. ولم تسفر المفاوضات التي جرت في فيينا قبل ثلاثة أسابيع بين إيران والدول الست سوى عن تمديد المحادثات حتى يوليو (تموز) 2015. وستستأنف هذه المفاوضات في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في جنيف. وقبل أن يتوجه إلى فيينا حرص كيري على التوقف في باريس ليتأكد من أنه هو ونظيره الفرنسي لوران فابيوس على الموجة نفسها. وقال دبلوماسيون أميركيون إن كيري يخشى أن يكرر فابيوس ما فعله في نوفمبر 2013 عندما عارض في اللحظة الأخيرة صيغة أولى لاتفاق مؤقت مع إيران. ووقع هذا النص بعد إدخال تعديلات عليه بعد أسبوعين في جنيف، وتم تمديده مؤخرا. وتعترف كيلسي دافنبورت، من منظمة مراقبة الأسلحة في واشنطن، بأن «لدى فرنسا والولايات المتحدة آراء مختلفة حول فرص التوصل إلى اتفاق». لكنها تضيف أن «الكأس نصف الفارغة هي كأس نصف ملآنة أيضا». وسيشكل التوصل إلى تسوية للملف النووي الإيراني نجاحا تاريخيا لأوباما الذي مد يده لطهران. وقد أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في سبتمبر (أيلول) 2013، ثم وجه رسالة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي. كما تفاوض الأميركيون سرا مع الإيرانيين في 2011 و2012 حول الملف النووي. والعلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران مقطوعة منذ 1980. ويمكن أن تسمح مصالحة مع الدولة الشيعية الكبرى بإعادة بعض التوازن في الشرق الأوسط للولايات المتحدة حليفة الدول الخليجية السنية. أما فرنسا فهي لم تقطع علاقاتها مع إيران لكنها تعتمد خطابا بالغ الحزم بشأن الملف النووي، خصوصا في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وحذر فابيوس مؤخرا من أنه «نعم للطاقة المدنية ولا للقنبلة الذرية». وحققت باريس أيضا تقاربا كبيرا مع قوى خليجية خصوصا السعودية. وبينما تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل فتورا في الأشهر الأخيرة، تتبنى فرنسا لهجة تصالحية مع إسرائيل التي تعد العدو اللدود لإيران.

مشاركة :