الثقافة تفرق دمها! | عبد الله منور الجميلي

  • 12/15/2014
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

(الـثـقـافة في وطننا تفَـرّق دمها بين المؤسسات الحكومية)، مقولة تتردد في العديد من المنابر والمنتديات، وهي تحمل الكثير من الواقعية؛ فمرجعـيـات الثقافة متعددة تتقاذفها وزارة الثقافة والتعليم العالي، والمكتبات العامة كمكتبة الملك عبدالعزيز، وكذا رعاية الشباب وهيئة السياحة، بل حتى الأمانات والبلديات دخَـلت في خندق الثقافة فهي من يُـنَـظّـم الفعاليات الثقافية والمسرحية في الأعياد والمناسبات الوطنية)، وبالتالي فبرامجها بعد ذلك تائهة أو مرتبكة!، ولذا فمعالي وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عبدالعزيز الخضيري في طريقه العديد من العقبات والصعاب والأشواك أبرزها: (صناعة الثقافة)؛ فالقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي الحديثة تشهد على سعة اطلاع المجتمع السعودي، وتفاعله مع ما يحدث في هذا العَـالَـم؛ وهذا ينادي بمبادرات وبرامج ثقافية عصرية تستوعبه وتستثمر وقته، وتُـكْـسبه الحَـصَـانة ضد تلك الأمواج الفكرية المتصارعة؛ وللوصل لتلك الصناعة وخَـلق حِـراك ووعي ثقافي، هذه بعض المقترحات: * إنشاء هيئة عامة عليا للثقافة مهمتها التنسيق بين مختلف الجهات في كلّ ما من شأنه رفع لواء الـتـنـوير الثقافي. * استثمار إقبال المجتمع السعودي على معارض الكُـتب - بشهادة معرض الرياض الدولي للكتاب-؛ وذلك بإقامة معارض دورية مصَغّـرة في مختلف المناطق! * تَـبَــنِّـي الوزارة أعني وزارة الثقافة طباعة الكتب إلكترونيًا وورقيًا بطبعات شعبية تُـباع بقيمة رمزية، أسوة بما تفعله هيئة الكتاب في مصر (مثلًا)! * إعادة الحياة للأندية الأدبية التي أصبحت تعاني في معظمها من الشيخوخة والوَهَن؛ إذ أصبحَ دور بعضها قـاصرًا على تأدية الفريضة بمحاضرة أسبوعية، أحيانًا يقوم بها المُتردية والنـطيحة وما أكلُ السّـبع في ثقافتهم؛ وهذا لن يحدث إلا بتجديد دماء مسؤوليها، ودعمها ماليًا! * تشجيع بعض المهتمين من رجال الأعمال على إنشاء ورعاية المراكز الثقافية، ولعل أقرب الأمثلة الناجحة في هذا الميدان (سَـاقِـيَـة الصّـاوي) في مصر، و(مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث) في الإمارات. * دعم الفنون كالفَـن التشكيلي والمسرح بمعاهد متخصصة مع إقامة مسابقات وطنية للشباب في تلك الميادين. * اختيار إحدى المدن السعودية لتكون عاصمة للثقافة على أن تنتقل تلك الفعالية بين الـمُـدن كلّ ثلاثة أشهر؛ فهذا سيُحرك مياه الثقافة الراكِدة، وسيخلق روحًا من التنافس بين الـمُدن في هذا المجال. * أما الأهم فهو ضرب مَـن يمارسون التـصْنيف الفكري والتحَـزّبَـات بين النخبة المثقفة في مقتل بفضحهم، وقوانين وعقوبات تحمي الأبرياء منهم؛ أخيرًا دعائي بالتوفيق والعون والتسديد لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري. aaljamili@yahoo.com

مشاركة :