خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان ومازال يحمل لواء الثقافة؛ من خلال ذاكرته الشخصية التي تختزن الكثير من المعارف المتنوعة، وكذا مجَـلِـسَــه، وممارساته اليومية ومتابعاته لـنبض الساحة الثقافية، ومداخلاته التي كانت تحمل التعليق على بعض الأطروحات، والتصحيح أحياناً لبعض المفاهيم! والأسبوع الماضي جاء مـؤكِـداً على ثقافته - حفظه الله - وإيمانه المطلق بدور المثقفين في قيادة مجتمعهم وبلادهم؛ فكان لقاؤه المباشِــر بنخبة منهم. ذاك اللقاء الكريم كان فيه التأكيد على عدة أمــور، منها : حرص خادم الحرمين الشريفين على التواصل الفاعِـل مع شعبه على اختلاف أطيافه، وتوجيههم والاستماع لهم في كل ما يخدم دينهم ووطنهم. ولقاء (الـمَـلِــك) بالمثقفين حَـمَـل توجيهه الكريم لهم بأن لاتَـنْـسَـى كتاباتهم وأطروحاتهم الـمعرفيّــة على تنوعها (المنهج) الذي قامت عليه هذه البلاد، الذي أساسه ومصدره كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وأن تلتفت تلك الأطروحات لمكانة المملكة العربية السعودية، فهي قلب الإسلام النابض الذي يرى فيه المسلمون الـقُــدوة والأنموذج المثالي. أيضاً (المَـلِـك - رعاه الله- ) أوصى جماعة المثقفين بالعمل الجاد على محاربة الإرهاب والتطرف والأفكار الضالة، وكذا الحرص على وحــدة أبناء هذا الوطن، والتركيز على ما يجمع كلمتهم في ظِــل واقع يموج بالفِـتَــن، والمُـتَـغَـيّــرات المتسارعة. وهنا ..خَـادم الحرمين الشريفين رفع راية الثقافة، وَوَجّـه وأوصى، فالـدور الآن على (سَــادة الفكر) أن يلتقطوا الرسالة ويعملوا بها، لتكون سَــاحة الثقافة ناطقة بِـثَــوابت دِيــنِــنَا الإسلامي ومُـسَـلّـمَـاته ووسطيته وسماحته وتعايشه مع الآخرين، وأن تكون كل فعالياتهم الثقافية ينابيع عذبة تَـصُـبّ في عــروق وحـدة الوطن؛ فنعم الاختلاف الفكري وارد وصِــحي في بعض جوانبه، ولكن يجب أن يكون حاضراً بأنموذجه الإيجابي. والأمل كذلك أن تـعـكِـس جميع مشاركات المثقفين الخارجية الـصورة المثلى لهذه البلاد الطاهـرة، وأن تُـعَــزِز من مكانتها في قلوب العرب والمسلمين والعَـالَــم أجمع؛ ومَـثَـقّــفـونا أراهم أَهْــلاً لِـنَـشْــر تلك الرسائل المهمة، ودور وزارة الثقافة والإعلام صناعة البرامج والفعاليات التي تنطق بها. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :