السفير الجزائري لـ «القبس»: داعمون لمواقف الكويت خليجياً ودولياً

  • 7/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غنام الغنام وسليمة لبال | أكد السفير الجزائري لدى البلاد عبد الحميد عبداوي، دعم بلاده لمواقف الكويت، سواء في مجلس الأمن أو في وساطتها لحل الأزمة الخليجية، وقال في حوار مع القبس في مقر السفارة، إن العلاقات بين البلدين ممتازة وتعزّزت خلال السنوات الأخيرة بفضل تبادل الاتصالات والتنسيق الذي يتم على أعلى مستوى، في انتظار زيارة مرتقبة لسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الى الجزائر، تلبية لدعوة وجهها له نظيره الجزائري. وفي ما يلي نص الحوار: ● كيف تصف لنا العلاقات بين الكويت والجزائر؟ ـ نستطيع وصفها بالعلاقات الممتازة، وقد تعززت خلال السنوات الأخيرة، وهي في تطور مستمر، بفضل ارتفاع وتيرة التعاون في ميادين استراتيجية جديدة لم نتعاون فيها من قبل، حيث أصبحنا نتبادل الاتصالات المباشرة وزدنا فرص التعاون في هذه الميادين على مستويات عليا. ● ما أبرز الاتفاقيات التي أبرمها الجانبان خلال السنوات الأخيرة؟ ـ هناك 40 اتفاقية موقعة بين البلدين، أبرزها في ميدان الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي، ما يسهل عمل شركات الاستثمار في البلدين، إضافة الى اتفاقيات أخرى في قطاعي الزراعة والموارد المائية. ● هل هناك تسهيلات تقدمها الجزائر للمستثمر الكويتي؟ ـ الاستثمار الكويتي بدأ يتزايد في الجزائر، خصوصا في الآونة الأخيرة، وهو مهم بالنسبة لنا، خاصة في قطاعي البنوك والتأمينات، فلدينا استثمارات لبنك الخليج الجزائري، وهو بنك كويتي تابع لشركة «كيبكو» ويعمل في الجزائر منذ سنوات، ويسهم في تنمية الاقتصاد الجزائري، إضافة الى استثمارات أخرى في قطاع الصناعة الصيدلانية والصناعات الصغيرة والمتوسطة، وهناك اهتمام من قبل التجار الكويتيين لاستيراد السلع الجزائرية، بعد اكتشافهم جودتها مثل الصناعات الغذائية، لكننا نطمح إلى اقتحام السوق الكويتي من خلال شركاتنا التي تعتبر رائدة في مجال الصناعات الالكترونية والميكانيكية بسبب امكانياتنا الهائلة وجودة ما نصنعه. تعاون نفطي ● هل هناك تعاون في القطاع النفطي؟ ـ نعم هناك تعاون كبير وتنسيق في هذا القطاع، حيث اجتمعت اللجنة المشتركة بين البلدين في مارس الماضي وتم الاتفاق على تعزيز التعاون، وهناك مباحثات لتصدير الغاز الجزائري الى الكويت، كما نعمل دوما على تنسيق مواقفنا، سواء على مستوى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أو غيرها من المنظمات الأخرى. ● حدثنا عن تنسيق البلدين على مستوى «أوبك»، في هذه الفترة خصوصا. ـ نعم هناك تنسيق على مستوى لجان أوبك، وهناك اتصالات دائمة مع الجانب الكويتي، وموقف الكويت مشرف ويسير نحو ما نصبوا اليه في الجزائر للحفاظ على توازن سوق النفط. ● كيف ترى الجزائر دور الكويت في مجلس الأمن؟ ـ صوّتت الجزائر لمصلحة الكويت في مجلس الامن، وهذا أمر طبيعي، انطلاقاً من الموقف العربي الموحد وهو تقليد وضعت أسسه الجامعة العربية، ونحن نتشرف بأن تكون الكويت، الناطق الرسمي للقضايا العربية في مجلس الامن، لا سيما مع ما تشهده الدول العربية، سواء ما يتعلق بالقضية اليمنية او الفلسطينية ونحن في هذا الصدد، نقف إجلالا للكويت لما بذلته في سبيل الدفاع عن الشعب الفلسطيني على مستوى مجلس الامن، وكذلك موقفها من النزاع في ليبيا والقضايا الأخرى، نعتز بمواقف الكويت وهذا ما كنا ننتظره منها، وهو ليس غريبا بالنظر الى مواقفها المعروفة. الوساطة الخليجية ● كيف تنظر الجزائر إلى الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية؟ ـ الجزائر تدعم، بقوة، وساطة سمو أمير الكويت، وهذا الأمر أكدناه خلال زيارة وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، الى الكويت في اغسطس من العام الماضي، حاملاً رسالة الى سمو الأمير من أخيه رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، اكد له فيها مساندة الجزائر وبقوة للوساطة التي يقودها سموه لحل الازمة الخليجية، واكد له كذلك أن الجزائر تريد أن يكون الحل خليجياً دون تدخل اطراف خارجية، ونحن نتابع ما تقوم به الكويت وندعم ذلك، لأننا نعتبر أن حل الازمات لا يأتي إلا من خلال الحوار حتى الوصول الى حلحلة كل المسائل، ونأمل ان تصل الوساطة الكويتية الى حل. ● هل من تنسيق كويتي جزائري فيما يخص مكافحة الإرهاب؟ ـ تتبنى الكويت والجزائر المواقف ذاتها بشأن الإرهاب ومكافحته، فالجزائر عضو نشط في كل المنظمات الدولية وجميع التجمعات الخاصة بمكافحة الإرهاب، كما أن الكويت تلعب كذلك دورا هاما في مكافحة هذه الظاهرة، والجزائر تعتبر مدرسة في مواجهة الإرهاب والتطرف، خصوصا ان العديد من الدول تعتد بتجربتها بعد أن نجحت في القضاء على الارهاب ودحره، ليس فقط من خلال مقاربة تعتمد على الحل الأمني والعسكري، وإنما أيضا على المقاربة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية كذلك. زيارات مرتقبة ● هل من زيارات رسمية مرتقبة بين الجانبين خلال الفترة المقبلة؟ ـ نعم هناك زيارات رسمية مبرمجة خلال الفترة المقبلة، ومنها زيارة وزير المالية الجزائري الى الكويت قبل نهاية العام الجاري لحضور أعمال اللجنة المشتركة للتعاون الثنائي وإبرام مجموعة اتفاقيات، إضافة الى مشاريع اتفاقيات نعمل على انهاء الملاحظات بشأنها، كما ننتظر زيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الى الجزائر، تلبية لدعوة وجهت له وتم قبولها وجار التنسيق بشأن تحديد موعدها. ● ماذا عن التعاون الثقافي بين البلدين؟ـ هناك تبادل ثقافي بين البلدين ونعمل على تنفيذ برنامج عمل خلال العامين القادمين، ونحن ماضون في هذا الامر رغم الركود الذي ميّز السنوات الماضية، لأننا نرى أن الجانب الثقافي عنصر أساسي بالنسبة للعمل الدبلوماسي وتقارب الشعوب وزيادة معرفتها بعضها ببعض، ونعمل حاليا على تنظيم الأسبوع الجزائري الأول للصناعات التقليدية، حيث ينتظر ان تحتضنه الكويت في أكتوبر المقبل في حضور نحو عشرين حرفيا. الكرة في ملعب الشركات بسؤاله عما اذا كانت هناك نية لفتح خط نقل جوي مباشر بين الجزائر والكويت، قال السفير عبد الحميد عبداوي: كان للخطوط الجوية الجزائرية خط مباشر من والى الكويت خلال ثمانينات القرن الماضي، لكنه توقف بسبب استقلالية هذه المؤسسة ماليا عن الدولة، لكن هذا لا يمنع من انشاء خط نقل جوي مباشر بين البلدين، وقد أبدت الكثير من الشركات الكويتية الخاصة اهتمامها بالأمر، خصوصا إذا علمنا أن هناك اتفاقية جوية تربط البلدين، وهي حيز التنفيذ، والكرة الان في ملعب هذه الشركات.10 دقائق لـ«التأشيرة» سألنا السفير الجزائري عن أحوال السياحة في بلده، وعما اذا كانت تملك عناصر جذب للسائح الكويتي؟ فقال: السائح الكويتي مهتم بالجزائر والسفارة تتدخل في هذا الشأن على مستويات عدة، منها الترويج للمنتج الجزائري عبر تعريف السوق الكويتية على الجزائر وما تزخر به من منتجعات ومناظر الطبيعة خلابة، كما أننا لا نتأخر في منح التأشيرات للسائح الكويتي، حيث يستغرق الحصول عليها 10 دقائق فقط، وتتابع السفارة السائح الكويتي حين يصل الى الجزائر، وتصله بالجهات والهيئات السياحية التي تعمل على خدمته وتوجيهه أينما ذهب.منبر إعلامي أشاد السفير الجزائري بالدور الإعلامي الذي تقوم به القبس، حيث أشار إلى ان التلفزيون الجزائري الرسمي دائما ما يستعرض أخبارها في قراءته الصباحية للصحف العربية.محطات السفير برز السفير الجزائري، الذي تعد الكويت سابع محطة له بعد خدمته في كل من اثيوبيا والهند وروسيا وفرنسا والبرتغال، بنشاطه الدؤوب في الكويت، حيث لا تمر مناسبة او حدث تحتضنه البلاد، الا وتجده في مقدمة الحضور ممثلا لبلاده.

مشاركة :