(35) عامًا وأنامل السيدة عيدة الحارثي تعمل بدأب على نسج خيوط الصوف في ملبوسات للأطفال والنساء.. فيتشكل بين يديها قبعات، وملابس مختلفة، وشالات، وفساتين للبنات والسيدات، وجاليهات، وسديرات، وبلايز، والركوة، والمدس، والشنط وغيرها من المنتجات الصوفية.. منتجات على جاذبيتها وتنوع ألوانها الزاهية وجودة تصاميمها، إلا أنها لا تجد الإقبال الشرائي عليها، فقد انصرف الناس إلى ما تنتجه الماكينات الحديثة.. ولم يبق لـ»عيدة» إلا أن توقظ هذه الحرفة في مواسم ومهرجانات التراث والحفاوة بالحرف اليدوية.. فتجد الفرصة للتعريف بمهنتها، وإقبال الناس عليها قديمًا، وما كانت تلبسه النساء في الزمان الماضي.. تزهو فخرًا حين يبدي الجمهور إعجابه بإجادتها لحرفتها، وتميزها بالدقة العالية، وسرعة الإنجاز، وتناسق الألوان، وروعة التصاميم.. تحدثهم كيف أنها تنجز حياكة القبعة في ساعتين فقط، أما الفستان فيستغرق بين يديها يومين للانتهاء منه.. تحدثهم أنها تستخدم الصوف في الحياكة فقط، وأحيانًا تقوم بتطريز بعض الملابس بناء على طلب العميلة.. تخبرك أنها ورثت الحرفة عن والدتها وجدتها، ورغم قلة إقبال المشترين على منتجاتها إلا أنها حرصت على نقل أسرار المهنة إلى بناتها، اللاتي يساعدنها بطرق تتناسب مع ذوق فتاة اليوم. ستعرف منها أنها شاركت لسنوات متتالية في سوق عكاظ، ومهرجان الورد لإحياء الموروث، وخُصص لها مكان لتمارس الحياكة.
مشاركة :