شددت الحكومة الإسرائيلية الحصار على قطاع غزة، حيث منعت ليل الاثنين تسليم الوقود والغاز عبر معبر كرم أبو سالم حتى الأحد المقبل. وأعلن الجيش أنه "لن يتم تصدير أو تسويق البضائع من غزة" حتى إشعار آخر، وذلك ردا على استمرار إطلاق البالونات الحارقة على أراض زراعية إسرائيلية، وهو ما أدى إلى خسائر مادية تجاوزت المليون دولار. ويثير تصاعد التوتر بين تل أبيب وغزة مخاوف من اندلاع حرب جديدة في القطاع المحاصر منذ أكثر من 12 عاما. قررت الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء، تشديد الحصار على قطاع غزة، ردا على إطلاق عشرات الطائرات الورقية المحملة بمواد حارقة على طول الحدود أدت إلى إحراق أراض زراعية إسرائيلية، الأمر الذي يثير المخاوف من اندلاع حرب جديدة. وبعد أيام من شن إسرائيل غارات على قطاع غزة، وتبادل إطلاق نار كثيف مع حماس كانت الأعنف منذ عام 2014، قررت إسرائيل ليل الاثنين منع تسليم الوقود والغاز عبر معبر كرم أبو سالم المخصص لنقل البضائع حتى الأحد. كما قلصت إسرائيل المجال المسموح للصيد البحري من ستة إلى ثلاثة أميال. وكانت أغلقت معبر كرم بو سالم، الذي تطلق عليه كيرم شالوم الاثنين الماضي أمام مرور البضائع باستثناء المعدات الإنسانية (الغذاء والدواء) التي ستتم الموافقة عليها كل حالة على حدة. وأعلن الجيش "لن يتم تصدير أو تسويق البضائع من قطاع غزة" حتى إشعار آخر، ردا على الحرائق التي نشبت في المزارع الإسرائيلية بسبب الطائرات الورقية والبالونات التي تطلق من قطاع غزة وتحمل مواد حارقة. واستنكرت حماس اغلاق معبر كرم بو سالم ووصفته بانه "جريمة جديدة ضد الإنسانية". وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان "اذا استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مطلقي الطائرات الورقية فان إسرائيل تلعب بالنار". مصر تغلق معبر رفح ويثير إغلاق المعبر ومنع الوقود فضلا عن أشهر من الاحتقان تكهنات باحتمال اندلاع حرب ستكون الرابعة بين إسرائيل والقطاع منذ العام 2008. كما أن تشديد الحصار يحشر حماس في الزاوية أكثر، وسيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع حيث بات أكثر من ثلثي السكان يعتمدون على الإعانات الدولية. وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) إن معبر رفح الحدودي الآخر والوحيد مع مصر تم إغلاقه الثلاثاء من دون صدور بيان رسمي مصري يوضح الأسباب. ويثير ذلك تكهنات بأن مصر التي توسطت بين إسرائيل وحماس أغلقته لممارسة ضغوط على حماس لوقف إطلاق الطائرات الورقية. وغالبا ما كان معبر رفح مغلقا في السنوات الأخيرة، إلا أن السلطات المصرية قررت فتحه أواسط أيار/مايو الماضي. البالونات الحارقة معضلة تؤرق الجيش الإسرائيلي وتعهدت إسرائيل في الأيام الأخيرة برد أكثر حزما على مئات الطائرات الورقية والبالونات التي يقوم الفلسطينيون بإطلاقها عبر السياج الحدودي منذ نيسان/أبريل الماضي. وأمر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الجيش بصد الطائرات الورقية الحارقة، لكنه يواجه تحديا في كيفية القيام بذلك. وأكد الجيش الثلاثاء أنه شن غارة على "مجموعة أطلقت بالونات حارقة في شمال قطاع غزة". وقال متحدث باسم جهاز الإطفاء الإسرائيلي إن "750 حريقا قضت على محاصيل نحو 26 ألف دونم خلال مئة يوم ما أدى إلى أضرار" قدرتها الحكومة بخمسة ملايين شاقل (نحو مليون و400 ألف دولار). وتزود الطائرات الورقية والبالونات غالبا بالمواد الحارقة لتسقط في الحقول الإسرائيلية، لكن السلطات الإسرائيلية أعلنت العثور على صقر الاثنين مع مواد قابلة للاشتعال مرتبطة بساقيه. من وجهة نظر إسرائيل فإن حماس يمكنها وقف الطائرات الورقية إذا أرادت ذلك . وقال غابي سيبوني من معهد الدراسات الإسرائيلية للأمن القومي "لا يحدث شيء في غزة دون موافقة حماس". وأجاب "بالطبع" ردا على سؤال عما إذا كانت الطائرات الورقية يمكن أن تؤدي إلى تصعيد عسكري. وشنت إسرائيل غارات السبت على قطاع غزة، وجرت أعنف مواجهات وتبادل إطلاق نار كثيف السبت بين إسرائيل وحركة حماس منذ العام 2014. وأكد نتانياهو أن حماس تكبدت "أقسى ضربة" منذ حرب 2014. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 18/07/2018
مشاركة :