العلاقات الإماراتية الصينية نموذج للشراكة البناءة

  • 7/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي (الاتحاد) أكد الدكتور أحمد الهاملي، رئيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لدولة الإمارات العربية المتحدة، تؤشر على قوة ومتانة العلاقات الصينية الإماراتية التي تشهد ولادة مرحلة جديدة من الشراكة وعلاقات التعاون الناجحة والبناءة، في إطار مواصلة حلقات التعاون التي بدأت بين البلدين منذ 1984. حيث ترتبط الدولتان الصديقتان بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية ومتنامية باستمرار. ونوه أن رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تتجه نحو تعزيز هذه العلاقات، وتتمثل بافتتاح أول قنصلية إماراتية في شانغهاي لتنشيط علاقات التبادل التجاري والاقتصادي والسياحي والثقافي مع الصين، حيث تم إنشاء جناح ضخم لدولة الإمارات في معرض إكسبو شانغهاي الدولي في عام 2010. وكشف أن الرؤية الثاقبة والتعاون الوثيق بين البلدين يعكس مدى استيعاب القيادة في دولة الإمارات، لضرورة تنويع الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية، باعتبار الصين قوة اقتصادية عالمية تحقق أعلى معدلات النمو في السنوات الأخيرة. كما أشار إلى أن هناك توجهاً جيوسياسياً صينياً جديداً باتجاه المنطقة العربية ظهر في اجتماع منتدى التعاون الذي افتتح اجتماعه الرئيس الصيني تشي جين بينغ شخصياً، معلناً عن مواقف وتوجهات عملية، ليس بالمعنى الاقتصادي فقط، بل وبالمعنى السياسي والاستراتيجي أيضاً. وأوضح، أن الصين قررت تخصيص عشرين مليار دولار في العالم العربي خلال السنوات العشر القادمة، وذلك تأكيداً على عمق الصداقة الصينية العربية التي يفوق عمرها عشرات القرون. ووصلت أوجها حالياً مع دينامية الصين الجديدة ضمن مبادرة «الحزام والطريق»، أي «طريق الحرير»، الذي يشمل قديماً بحر الصين والمحيط الهندي وسواحلهما بشرق آسيا وغربها، وسواحل الجزيرة العربية. وأضاف الهاملي، أن زيارة الرئيس الصيني تشي بينغ لدولة الإمارات، تعتبر محطة تاريخية بامتياز تستهدف تنمية وتعزيز العلاقات بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة، ويسهم في دعم جهود التنمية والتطوير في المجالات كافة. وتابع: «تشكل الزيارة نقطة هامة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون التجاري والتبادل الثقافي وعلاقات الصداقة بين الشعبين الإماراتي والصيني، إضافة إلى التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. حيث إن جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة تلعبان دوراً محورياً في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي». ونوه الهاملي، إلى أن التقاء توجهات دولة الإمارات، الشريك الأول للصين في المنطقة، مع التوجهات الجديدة للسياسة الصينية، في إطار تنمية العلاقات والشراكة بين البلدين، يعبر عن عمق رؤية وتصور القيادة في الدولة لمستقبل الشراكة، انطلاقاً من ضرورة تمتين العلاقات الاقتصادية وإنجاز مشاريع استثمارية مشتركة ووصولاً إلى تمتين العلاقات السياسية والأمنية، وخاصة أن دولة الصين تعتمد على مقومات القوة الناعمة لتعزيز موقعها في الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه التحديد، وهو ما يمثل تحدياً جديداً للصين للحفاظ على مكانتها باعتبارها الاقتصاد الثاني في العالم بعد الاقتصاد الأميركي. كما يلزم الاستفادة من تجربتها الرائدة في مجال التنمية الداخلية والانفتاح الاقتصادي، واحتياجها للطاقة بالنظر لاحتياجاتها الهائلة الناجمة عن التطور والنمو المتسارع. وأشار الهاملي إلى أن الصين تنظر دائماً إلى العلاقات الصينية الإماراتية من منظور استراتيجي، وتمتلك توجهاً واضحاً، لبذل جهود مضاعفة لتعزيز التعاون مع الصين، في إطار مبادرة الحزام والطريق لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، ودفع العلاقات الثنائية إلى أعلى المستويات لمواجهة التحديات.

مشاركة :