الصقور المصرية رجال المهام الصعبة، إنهم رجال المخابرات العامة المصرية، قلبًا وعمقًا وحصنًا يحمى مصر ولا ينتمى إلا لمصر، وهو أقوى جهاز مخابرات فى العالم، منذ تأسيسه فى عام 1954، وهذا ليس كلامًا مرسلًا بل بالدليل من ملفاتهم وتاريخهم المشرف العظيم الملىء بالبطولات، فالجهاز لم يتول ملفات أمنية فقط، بل لعب دورًا كبيرًا فى قضايا محورية كالمصالحة الفلسطينية، وحصار الإخوان الإرهابيين دوليًا وتجفيف منابع تمويلهم؛ وغير ذلك من القضايا. وسنعرض بعضًا من هذه الملفات، ومنها على سبيل المثال ما تم منذ أيام قليلة بواسطة المخابرات العامة المصرية، وهو الاتفاق مع عدد من فصائل المعارضة المسلحة فى الساحل السورى على وقف إطلاق النار برعاية مصرية وبضمانة روسية، وبوساطة من جانب رئيس تيار الغد السورى، الشيخ أحمد الجربا، حيث شمل الاتفاق المشاركة فى جهود مكافحة الإرهاب فى سوريا والعمل على اتخاذ تسوية سياسية للأزمة، وعودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم، والإفراج عن المعتقلين وإنشاء قوى لحفظ الأمن والسلام فى المنطقة، وقد وجه قادة الفصائل المشاركة فى اجتماعات القاهرة، الشكر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، للجهود التى تبذلها مصر لحل الأزمة السورية، ورفع المعاناة عن أبناء الشعب السورى، ولقد كان هذا الاتفاق من المستحيلات أن يتم، ولكن بذكاء رجال المخابرات قد تم كما تم قبلها المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والتى كانت أيضا شبه مستحيلة بكل المقاييس، وبفضل الله ثم الصقور المصرية، جاء توقيع حركتى فتح وحماس على اتفاقيات للمصالحة برعاية مصرية ليضع حدًا لسنوات من الانقسام الفلسطيني، وأن تعود السلطة الفلسطينية إلى ممارسة سلطتها الكاملة مجددًا على قطاع غزة ونشر 3000 عنصر من الشرطة التابعة للسلطة فى قطاع غزة، وعلى الحدود المشتركة؛ ونذكر أيضًا ما قامت به صقور المخابرات، حين أطاحت بإرهاب تركيا وقطر، حيث كشفت تحقيقات جهاز المخابرات العامة، فى قضية شبكة التخابر لصالح تركيا، والتى تم تفكيكها وضبط 29 متهمًا من عناصرها، وكانت الشبكة بدأت عملها منذ عام 2013 فى إطار مخطط متكامل الأركان وضعته جماعة الإخوان الإرهابية داخل مصر وعناصرها المتواجدين فى تركيا، وكان بتوجيهات من المخابرات التركية وتمويلها ودعمها من قطر، ولو رجعنا للوراء، فى فترة حرب إسرائيل، سنتذكر بطولات لعمليات الصقور لا يتخيلها عقل.لقد زرعت المخابرات المصرية ثلاثة عملاء داخل إسرائيل لعدة سنوات واخترقت الحاجز الأمني، وجندت أحدهم فى قيادة جيش الدفاع، وآخر فى ميناء حيفا مما دفع السلطات الإسرائيلية، إلى الاعتراف بتلقيها لطمة قوية من جهاز المخابرات المصري، والأبطال الثلاثة هم: كيبورك يعقوبيان، وشموئيل باروخ، وعبدالرحمن قرمان، وقد اعترفت إسرائيل بذلك من خلال كتاب صدر تحت عنوان «الجواسيس»، واعتبرت إسرائيل أن من أهم 20 قضية (تجسس) ضدها، كان نصيب مصر أربعة منها، ومنهم قضية رأفت الهجان، وأيضًا عملية (الصاعقة) التى كان يتم عبرها تسريب المعلومات والبيانات المضللة إلى العدو الإسرائيلى حتى ينحرف عن ساعة الصفر فى حرب أكتوبر المجيدة، وهذه العملية دارت بعض وقائعها فى لندن، ومن ثم فإن حجم الإنجاز المهنى الذى حققه رجال المخابرات المصرية فى المتابعة والمراقبة وإنهاء العملية والقبض على الجاسوس، يعتبر إعجازا حقيقيًا بما تعنيه الكلمة، واستخدامًا نموذجيًا لكل الإمكانيات المتاحة لتحقيق النتيجة والانتصار على (الموساد) الإسرائيلي، وهى ليست عملية جمع معلومات أو تجسس فحسب، ولكنها عملية كان لها مردود مباشر، على عمليات الحرب وعلى التشويش الكامل، على المعلومات التى يستند إليها فكر الجيش الإسرائيلي، فى تشكيل أو اتخاذ قراره العملياتى المباشر على الأرض، وهذه كانت بعض البطولات من ملفات المخابرات العامة المصرية.
مشاركة :