أبوظبي: «الخليج» وصف خبراء ماليون تراجع مستويات السيولة في موسم النتائج النصفية، ب«اللغز» معتبرين أن شح السيولة غير منطقي، لا سيما أن نتائج القطاع البنكي جاءت أقوى من المتوقع، مشيرين إلى وجود تردد في عمليات الدخول لدى المستثمرين في الأسواق، في وقت من المفترض أن تسجل الأسهم أداء أفضل، بعد خفوت آثار أزمة أبراج، بعد أن أكدت أغلب الشركات، عدم انكشافها على الشركة.أشار الخبراء إلى أن المستثمرين لا يزالون يفضلون الانتقال من سهم إلى آخر بقصد الربح السريع، بعيداً عن الاستثمارات طويلة المدى، كما أن المحافظ الاستثمارية، تعاني هي الأخرى من ضعف الشهية الاستثمارية، مؤكدين أن إغلاقات مؤشرات الأسواق في المنطقة الخضراء طوال جلسات الأسبوع الماضي، جاءت بفضل أسهم قيادية معدودة، وهي أبوظبي الأول، واتصالات، وإعمار العقارية والإمارات دبي الوطني، غير معززة بسيولة يمكن البناء عليها في الجلسات القادمة. ورأى الخبير المالي زياد الدباس، أن مؤشرات الأسواق المالية تمر بمرحلة عدم استقرار في ظل ضعف شهية المستثمرين والتردد في الدخول، مما أدى إلى تراجع حجم السيولة، مشيراً إلى أن المستثمرين والمضاربين باتوا ينتقلون من شركة إلى أخرى في تعاملاتهم اليومية.وأضاف الدباس أن نتائج النصف الأول شهدت تحسناً كبيراً ونمواً واضحاً في أرباح أسهم بنوك دبي، وفي مقدمتها بنك الإمارات دبي الوطني الذي نمت أرباحه بنسبة 29% ونسبة النمو في صافي أرباح دبي الإسلامي 24% وبالمقابل بلغت نسبة النمو في أرباح شركة دو حوالي 19%.وأشار الدباس إلى انه من المفترض أن يتفاعل السوق بشكل إيجابي مع هذه المحفزات والنتائج النصفية القوية للقطاع البنكي، وفي ظل إدراج المزيد من الشركات في الأسواق، وكان آخرها إدراج أسهم شركة واحة الزاوية العقارية، في سوق أبوظبي للأوراق المالية، والتي من المفترض أيضاً أن تستقطب شهية المستثمرين، بعد أن شهدت أعلى تداولات في أول يوم من إدراجها.وذكر الدباس أن الأسواق المحلية استطاعت أن ترفع مكاسبها خلال جلستين إلى 7.9 مليار درهم، أمام هذه المعطيات الإيجابية، بالتزامن مع إعلان رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية على هامش افتتاح فندق ضخم في مصر، أن أرباح الشركة ستحافظ على مكاسبها هذا العام، ولن تقل عن عام 2017، مشيراً إلى أنه من المنطقي أن تتفاعل الأسواق إيجاباً مع كل هذه الأخبار، ومع الشركات التي أعلنت عن نتائجها حتى اللحظة.من جانبه، قال إياد البريقي، المدير العام لشركة «الأنصاري» للخدمات المالية: انعكست نتائج البنوك القوية على حركة الأسهم المحلية خلال جلسات الأسبوع المنصرم، لكنها غير مدعومة بسيولة مريحة، وشهدنا ارتفاعات لأسهم قيادية في قطاع البنوك بعد الإعلان عن نتائجها وانتظار باقي النتائج الأخرى، في ظل عمليات دخول واضحة على سهم أبوظبي الأول الذي يمتلك أساسات قوية.وتابع: من بين الارتفاعات التي شهدناها أيضاً سهم أبوظبي الإسلامي والإمارات دبي الوطني، كما تمت عمليات شرائية على سهم إعمار العقارية، مع توقعات بأن تحقق الشركات أرباحاً جيدة في النصف الأول، مع انتظار أن تعلن الشركات المزيد عن نتائجها لا سيما في قطاع العقار.وأكد أن موسم النتائج سينعكس على نفسيات المستثمرين، وسيحفزهم على الشراء، وضخ سيولة في الفترة المقبلة، علماً أن الأسهم لا تزال تعاني من شح السيولة خصوصاً في فترة الإجازات الصيفية.وأضاف: لاحظنا أن المخاوف تبددت بعد إعلان معظم الشركات المدرجة عدم انكشافها على «أبراج» وكذلك تشبع بيعي على بعض الشركات التي تراجعت خلال الأسابيع الماضية، إلا أنها رغم التراجع ساهمت في خلق فرصة إيجابية بعد هبوط الأسعار إلى مستويات مغرية.وأضاف:جميع هذه العوامل من تبدد المخاوف والأسعار المغرية والتزامن مع الإفصاحات النصف سنوية وكذلك استقرار أسعار النفط تشكل محفزات للأسواق خلال الفترة المقبلة قد تظهر آثارها خلال الجلسات القادمة.
مشاركة :