مع نهاية الموسم الرياضي الماضي، أعدت إدارة الهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد خطة عمل لإعداد الفريق لتحقيق بطولات آسيا (الحلم الأكبر) والمنافسة على البطولات المحلية، ووفرت لذلك كل ما يمكن توفيره. تعاقدت مع مدرب متميز ناجح، يملك رؤية وطموحا وفكرا وتنظيما قاد فريقه الروماني لتحقيق البطولات، نال التعاقد رضا وثناء الوسط الرياضي الهلالي وازداد مع كل نتيجة ايجابية حققها الفريق. أُقيم معسكر خارجي للفريق، تعاقدت الإدارة مع لاعبين محليين وأجانب جيدين، ثم وفرت مبالغ مالية لتغطية الالتزامات. سوّقت الفريق استثمارياً وجلبت العديد من الشركات الراعية التي تغنّى بها الإعلام الهلالي طويلاً وأفردت لكل خطوة تقوم بها الإدارة الصفحات. قبل لقاء سدني بساعات، كان الجميع قد أجمعوا على أن الإدارة قامت بكل ما يجب القيام به، ووفرت كل سبل النجاح للفريق، وبقي توفيق الله ليتحقق «الحلم الكبير»، باعتلاء قمة آسيا بعد صبر طال أكثر من ثلاثة عشر عاما كانت عصية فيها، وقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التحقق. وبالتزامن مع عمل الإدارة المميز، كان الإعلام الهلالي يعدُ الشارع الرياضي للاحتفال بالبطل الجديد لكأس آسيا، ومنهم من ذهب لمناقشة حظوظ الفريق في بطولة كأس العالم للأندية، وكأن البطولة قد حُسمت وهو مجرد وقت فقط!!! ناسيا أو متناسيا أن كرة القدم ليس لها أمان ولا تعترف بالأسماء ولا بالتاريخ، فهي لا تعترف إلا بقوانينها التي تكون أحيانا مجنونة وبعيدة عن المنطق. وبعد ذهاب كأس آسيا بأستراليا وتحديداً «سدني» انبرت بعض الأقلام التي كانت تكيل المديح والثناء للتشكيك في قدرات المدرب وعمل الإدارة وحتى في بعض النجوم. لكن الهلال كفريق كبير، استطاع أن يلملم جراحه ويعود لخوض منافسات دوري جميل بكل اقتدار، وعاد لحصد النقاط وقلّص الفارق بينه وبين المتصدر إلى خمس نقاط، وتبقى له مباراة مع الفيصلي، لتعود ذات الأقلام إلى المديح والتغني بالفريق (إدارة، مدرب، لاعبون)، بل ذهب بعضهم إلى ابعد من ذلك، بتسمية ما حدث «غضب الهلال ثار سيغرق كل من يقابله في بحره». ذهب كل هذا مع صافرة الحكم التشيكي ادراج الرياح، ليتحول الموج الثائر الى غدير قرب ان ينضب (حسب ما كتبوا)، فلا ادارة تعمل ولا مدرب يخطط ولا لاعبين يقدمون، والصفحات التي افردت لتتغنى بالهلال وتنظم له القصائد والمعلقات، اصبحت بقدرة قادر مقصلة للادارة والمدرب واللاعبين وحتى اعضاء الشرف. إلى متى تخيم العاطفة على آرائنا و تقييمنا لكل عمل تقوم به إدارة تملك من الخبرة والحنكة الشئ الكثير، وخسارة ثلاث نقاط (في ديربي) من المتصدر لا تقلل مما قُدم من عمل كبير، ولا يمكن نسفه حتى بخسارة بطولة، فكما تعمل هذه الإدارة تعمل إدارات الأندية المنافسة والفوز والخسارة واردتان في كل مباراة يخوضها أي فريق. إلى متى ياجماعة الهلال تصغون إلى هذه الأصوات التي تقودها العاطفة قبل المنطق والحماس قبل الواقع.
مشاركة :