G20: السياسة تطغى على الاقتصاد

  • 9/6/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس لضغوط متزايدة من زعماء العالم لإثنائه عن القيام بعمل عسكري ضد سورية في قمة مجموعة العشرين التي تناقش قضايا الاقتصاد العالمي وطغى عليها الصراع. وبدأت قمة مجموعة العشرين المؤلفة من دول متقدمة ونامية في مدينة سان بطرسبرج الروسية في التوصل إلى موقف موحد في قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي. لكن المجموعة التي تمثل ثلثي سكان العالم وتسهم بنحو 90 في المائة من إنتاجه منقسمة حول عدة قضايا مثل الاضطرابات في الأسواق الناشئة وقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) وقف برنامج التحفيز النقدي للاقتصاد الأمريكي والحرب الأهلية في سورية. بوتين يصافح العساف وزير المالية السعودية خلال القمة أمس «إ ب أ» جانب من اجتماع قادة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرج الروسية أمس. الفرنسية ويريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاز فرصة الاجتماع الذي يعقد في قصر يعود إلى عهد القياصرة لإقناع أوباما بالتخلي عن القيام بعمل عسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم كيماوي حملت واشنطن القوات الحكومية المسؤولية عنه. ورسم أوباما على وجهه ابتسامة جامدة وهو يقترب من بوتين لمصافحته عند وصوله إلى القمة. وكان التعبير على وجه بوتين رسميا كذلك. ولم يبتسم أوباما ابتسامة عريضة إلا عندما التفتا لكاميرات المصورين. وكسب بوتين الجولة الأولى في القمة عندما اتخذت الصين والاتحاد الأوروبي والبابا فرانسيس- في خطاب إلى قادة مجموعة العشرين- مواقف أقرب إليه من أوباما بخصوص احتمال التدخل العسكري ومشروعيته. وقال نائب وزير المالية الصيني تشو قوانغ ياو في إفادة صحفية سيكون للعمل العسكري تأثير سلبي في الاقتصاد العالمي وخصوصا على سعر النفط - سيتسبب في ارتفاع سعر النفط. ووفقا لـ رويترز، حث البابا فرانسيس الزعماء في رسالته على أن ينحوا جانبا السعي غير المجدي لحل عسكري، ودعا الكاثوليك وأتباع الديانات الأخرى إلى الصلاة والصوم معه يوم السبت من أجل انتهاء الحرب في سورية. ووصف قادة الاتحاد الأوروبي وهم في العادة من أقوى حلفاء الولايات المتحدة الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 آب (أغسطس) قرب دمشق ويقدر عدد ضحاياه بنحو 1400 شخص بأنه بشع، لكنهم أضافوا أنه لا حل عسكريا للصراع السوري. ووقف بوتين وحيدا في موضوع سورية خلال قمة مجموعة الدول الثماني التي عقدت في حزيران (يونيو). أما اليوم فبمقدوره أن يقلب الطاولة على أوباما الذي شبهه أخيرا بطفل ضجر في آخر فصل بالمدرسة. ولم يقف مع أوباما إلا فرنسا التي تستعد للمشاركة في عمل عسكري أمريكي ضد سورية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتلفزيون فرانس 2 قبل سفره إلى سان بطرسبرج نحن مقتنعون بأنه إذا لم يعاقب الأسد فلن تجري مفاوضات. ومع استبعاد حصول أوباما على تأييد روسيا والصين لقرار في مجلس الأمن حيث تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لجأ الرئيس الأمريكي إلى الكونجرس للحصول على موافقته على القيام بعمل عسكري ضد سورية. ويقول بوتين إن قوات المعارضة المسلحة قد تكون هي التي نفذت الهجوم الكيماوي، وأن أي هجوم عسكري دون تفويض من مجلس الأمن سينتهك القانون الدولي، وهو موقف يلقى تأييدا علنيا ومتزايدا من آخرين. وليس مقررا أن يعقد بوتين اجتماعا ثنائيا مع أوباما، لكنه يأمل في مناقشة موضوع سورية في أثناء عشاء عمل مع جميع قادة القمة. ويزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي سان بطرسبرج كذلك على أمل التوصل إلى اتفاق لعقد مؤتمر دولي للسلام في سورية. ووصف السكرتير الصحفي لبوتين ديمتري بيسكوف معسكر المؤيدين لتوجيه ضربة إلى سورية بأنه منقسم، وقال يتعذر القول إن كثيرا من الدول تؤيد فكرة القيام بعملية عسكرية. وسيناقش وزراء خارجية الدول الرئيسة في مجموعة العشرين، التي تضم كل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، قضية سورية على هامش الاجتماع. وأي قرار من مجموعة العشرين بخصوص سورية لن يكون ملزما، لكن بوتين يريد إيجاد توافق على تجنب العمل العسكري فيما سيكون نصرا شخصيا له لكنه غير مرجح. وكانت مجموعة العشرين قد حققت تعاونا لم يسبق له مثيل بين الدول المتقدمة والنامية للحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي في أثناء الأزمة المالية عام 2009، لكن هذا الانسجام بين دولها لم يعد قائما. ومن المرجح التوصل إلى بعض الاتفاقات بخصوص قضايا مثل إجراءات مكافحة التهرب الضريبي من جانب الشركات متعددة الجنسيات. وستقدم مبادرة لقادة القمة لتنقيح الإجراءات الخاصة بسوق المشتقات المالية العالمية التي يبلغ حجمها 630 تريليون دولار لمنع الانفجار المحتمل للأسواق. ومن بين القضايا التي ستبحثها القمة كذلك اتخاذ خطوات لمنح المؤسسات المالية غير الخاضعة للقواعد المنظمة لعمل البنوك مهلة حتى عام 2015 للالتزام بالقواعد العالمية الجديدة. لكن التوافق يبدو صعبا بين الدول المتقدمة في ظل قيام الولايات المتحدة بإجراءات قوية لحفز الطلب وتحرك أوروبا ببطء أكثر للخروج من سياسات التقشف. وحثت دول الاقتصاديات الناشئة في مجموعة بريكس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، قمة العشرين على النهوض بالطلب العالمي وضمان التحديد الدقيق لأي تغيرات في السياسة النقدية لتقليل أي نتائج حانبية معرقلة. ويأتي هذا النداء نتيجة شعور بالقلق بين الدول النامية من احتمال أن يقلص مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي نطاق سياسته النقدية الفضفاضة وتصورها أن أوروبا لا تقوم بما يكفي لحفز الانتعاش القائم على الطلب. ووافقت بريكس أيضا على المساهمة بـ 100 مليار دولار في صندوق مشترك لاحتياطي العملة ستلتزم الصين بـ 41 مليارا منها والبرازيل والهند وروسيا بـ 18 مليارا لكل منها وجنوب إفريقيا بخمسة مليارات. وحذرت روسيا والصين من التأثير المحتمل لقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي إنهاء برنامج شراء السندات لحفز الاقتصاد.

مشاركة :