• كل الأخبار المتداولة الآن عن هذه الشهادات المزورة هي أخبار قديمة، وبالتأكيد هناك سرّ وراء اثارتها بهذه الطريقة الآن، وإلا فإننا في الكويت ومنذ سنين نناقش مثل هذه الشهادات التي اعترفت الحكومة مرارا بوجودها لكنها عجزت أو تعاجزت عن إيجاد حل لها، وليست المشكلة فقط في الشهادات المزورة فكثير من الأشياء في حياتنا أصابها سرطان التزوير! - في الكويت سهل جداً بالحيلة تحصل على الجنسية الكويتية ثم وخلال شهر أو شهرين تحصل على شهادة الثانوية العامة من بعض دول الجوار بالحيلة أيضاً من دون أن تقدم أي اختبار... بعدها تكمل الطريق بالحصول على شهادة جامعية خلال سنة واحدة فقط أو سنة ونصف السنة أحياناً من دول شرق آسيا وبعض الدول العربية، وقد تكون الشهادة بالهندسة أو المحاسبة أو بالقانون، كما تشاء! ثم بالحيلة والضغط السياسي يتم اعتماد تلك الشهادة لك... وبالحيلة أيضاً تستطيع التوظف بأفضل الأماكن وأكثرها أهمية وراتبا ومخصصات مالية وعليك اكمال طريقك في تقلد المناصب المهمة والترقية في السلم الوظيفي على المنوال نفسه... «الحيلة»!- وما ان تصبح في تلك الوظيفة المهمة والاموال تجري بين يديك، فقد انفتح لك باب أكبر من أبواب الحيلة... تأخذ أراضي الدولة بالايجار الرمزي. أراضٍ صناعية تأخذها من دون أن يكون لك أي علاقة بالصناعة وتدر عليك أرباحا كبيرة من دون أي جهد فقط بإعادة تأجيرها. بالحيلة تحصل على أرض زراعية وأنت لست مزارعا ولا تفقه في شأن الزراعة شيئا. بالحيلة تحصل على أرض للشاليه على البحر مباشرة! مناقصات الدولة التي لا تعرف عن انجازها أي شيء تحصل عليها بالحيلة، تنشئ الشركات. تتاجر في البشر. تورد البضائع للوزارات. كل ذلك بالحيلة! تذهب للعلاج بالخارج. تحصل على بدل إعاقة. مساعدة من الشؤون. بالحيلة تفعل كل شيء في الكويت!- سوق النخاسة السياسي أصبح أيضاً له تجار «حيلة»، أناس يمتهنون النقد وآخرون يدافعون. ولا هؤلاء ولا أولئك مقتنعون بما يكتبون، هذا ان كان هم من يكتب أو ان كانوا حتى يفقهون ما يكتبون. كل ما في الأمر أنه باب «حيلة» جديد فتح لهم ليقبضوا منه ثمن ما يؤدون من عمل نجس! بل وأكثر من هذا أنت يمكنك أن تكونا نائبا مشرّعا مراقبا، بالحيلة!- للأسف القناعة الراسخة اليوم في المجتمع الكويتي بأجياله المتفاوتة ان دراستك... فكرك... عملك... اجتهادك، لا أثر لها أبداً أو تأثير في حياتك، فأنت لا تستطيع ان تعمل بها شيئاً. الحيلة هي من تنجز وتحقق وتوصلك الى أهدافك. ما عداها لا أهمية له ولا أثر!- منذ سنوات طويلة انحصر النقاش في الجسم السياسي في الكويت بالفساد المالي فقط ووجوب محاربته، وان كان هذا هدفا أساسيا طبعاً. لكن بسبب هذا الانحصار باتت أبواب كثيرة للفساد المجتمعي مفتوحة على مصاريعها من دون ان يحاول أحد حتى التقليل منها. ذاك ان كنا متفائلين... والا فالحقيقة ان أحد أهم أسباب هذا الفساد المجتمعي هو ممارسات هذا الجسم السياسي وضغوطاته من أجل تحقيق المكاسب السياسية!- أخيراً... للحيلة في اللغة معان كثيرة وكانت تطلق في بعض كتب الأدب والعلم على الهندسة الميكانيكية، لأن أهم معانيها هو الحذاقة والذكاء في الوصول الى الحلول... طبعاً ان كانت مشروعة لا كما نمارسها!LawyerModalsabti@
مشاركة :