تعكر أدخنة وأصوات الدبابات على الكورنيش الأوسط بجدة صفو المتنزهين والعائلات وتشكل خطرا كبيرا على مرتادي الكورنيش وخاصة الأطفال الذين قد يفقدون أرواحهم بسبب هذا السلوك المخالف للتعليمات الصادرة بهذا الشأن وهو منع تأجير الدبابات على كورنيش جدة ولكن يبدو أن أصحاب تلك الدبابات لا يبالون بالتعليمات حينما وضعوا المكسب المادي همهم الأول والأكبر حتى ولو على حساب سلامة وحقوق الآخرين. ووقع العديد من الحوادث المؤسفة والتي ذهب ضحيتها عدد من الأطفال الأبرياء حيث هشم متهور يقود دباب على كورنيش في أحدى محافظات المنطقة الشرقية جمجمة طفل يبلغ عمره 6 أعوام وبقي في العناية المركزة عدة أيام وكان ذلك في عام 2013م كما لقيت عشرينية مصرعها بعد انقلاب الدباب الذي استأجرته على الكورنيش في عام 2013م كما لقي شاب مصرعه وأصيب آخر عقب ارتطام الدبابين اللذين استأجراهما ببعضهما البعض بكورنيش القطيف وغيرها من الكوارث التي تسببت بها هذه الدبابات المؤجرة على الكورنيش. وعبر عبدالله الشهري عن استغرابه من الحال الذي شاهده على الكورنيش الأوسط وبالتحديد في ساحة جامع العناني حينما ذهب بأسرته وأطفاله للتنزه على الكورنيش ليلة أمس مضيفا أنه شاهد أصحاب الدبابات في الساحة وبجوار العائلات ينتظرون زبائنهم لتأجير الدبابات عليهم وبالفعل قاموا بتأجير عدد منها على بعض الأطفال والمراهقين والذين كادوا أن يصطدموا بأكثر من طفل وامرأة دون أن يجدوا من يردعهم أو يمنعهم رغم منع ذلك رسميا. ووصف الشهري ترك الحبل على الغارب بالنسبة لأصحاب تلك الدبابات الخطرة بالكارثة التي ستقع حتما فالساحة التابعة لجامع العناني تكتظ بالعوائل والأطفال وإذا لم يتم إبعادهم بشكل نهائي فستقع الكارثة. وأشارت أم البراء إلى أنها كادت أن تفقد طفلها الجمعة الماضية «بعد أن قام مراهق باستئجار دباب عند جامع العناني وكان طفلي يلعب بجوارنا وفجأة سمعت صوتا مزعجا يقترب منا وإذا بمراهق يقود دبابا برعونة وتهور فقام ابني الكبير بسحب أخيه في آخر لحظة قبل أن يصاب بأذى». وأضافت أم البراء «ابني الأكبر دخل في مشادة مع قائد الدباب وكادت تتطور لاشتباك قبل أن يتدخل عدد من المتنزهين وعلى الفور غادرنا الكورنيش الذي لم يمض على قدومنا إليه أكثر من ربع ساعة خوفا على أنفسنا وأطفالنا من الدبابات الخطرة». أحد باعة الأكشاك في الكورنيش الأوسط ذكر أن أصحاب الدبابات على الكورنيش الأوسط يحضرون في أوقات الليل من بعد صلاة العشاء وحتى وقت متأخر من الليل ويكثر تواجدهم في ليالي الجمعة على وجه التحديد في محاولة منهم لعدم الوقوع في قبضة الجهات الرقابية مضيفا أنه يقل تواجدهم خلال أوقات النهار. وأضاف أن هناك حوادث دهس ما بين خفيفة ومتوسطة وقعت أمام عينيه وكان ضحيتها طفل وفتاة تعرضا لإصابات بعد اصطدام الدبابات بهما على الكورنيش. مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة سامي الغامدي أوضح أن مشكلة الدبابات والخيول على الكورنيش تخضع لإشراف عدة جهات رقابية ولكن أمانة جدة تقوم بجولات مستمرة على الكورنيش لرصد وضبط المخالفات، ولكنه أكد أن الأمانة لا تستطيع لوحدها القضاء على المشكلة إلا بتضافر الجهود معها للقضاء على هذه الظاهرة السلبية.
مشاركة :