لجنة الـ300.. وأذرعها الأخطبوطية! أضواء على دور معهد هدسون ومخططاته

  • 7/25/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تأسس معهد هدسون عام 1961م من قبل ثلاث شخصيات أمريكية هم هيرمان كان، وماكس سينجر، وأوسكار م.، حيث كان الأول يعمل في مؤسسة راند (RAND) وقام هذا الرجل المدعو هيرمان كان بإلقاء سلسلة من المحاضرات في جامعة برينستون عن سيناريوهات تتعلق بالحرب النووية، وفي عام 1960م نشرت مطبعة جامعة برينستون كتابا بعنوان (الحرب النووية) وهو كتاب شمل جميع محاضرات هيرمان كان في المجال نفسه. ويعتبر معهد هدسون معهدا فكريا أمريكيا غير هادف إلى الربح ومقره واشنطن العاصمة حيث يلتزم المعهد بإجراء أبحاث وتحليلات مبتكرة تعزز الأمن والازدهار والحرية على مستوى العالم، كما يعزز تغيير السياسة العامة وفقا لإيمانه المعلن بأن دور أمريكا الفريد والمركزي في النظام العالمي يقدم أفضل أساس للأمن، والدفاع عن الحرية، وضمان النمو الاقتصادي. حاول هيرمان كان من خلال أنشطة معهد هدسون أن تعكس أبحاثه الأوّلية بشكل كبير مصالح هيرمان كان الشخصية، والتي شملت الاستخدام المحلي العسكري لتدريبات الطاقة النووية، والسيناريوهات المختلفة حول خيارات السياسة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية ونتائجها المستقبلية المحتملة، وعلى ضوء ذلك قدم هيرمان كان وزملاؤه مساهمات رائدة في نظرية واستراتيجية الردع النووي خلال الفترة التي عملوا فيها. وبشكل منتظم شارك معهد هدسون مجموعة واسعة من الشخصيات الخارجية مشاريعهم التحليلية ومداولاتهم السياسية، ومن بين هؤلاء الفيلسوف الفرنسي رايموند آرون، والروائي الأمريكي من أصل إفريقي رالف اليسون، وعالم السياسة الدكتور هنري كسينجر، وعالم الاجتماع دانيال بيل، وبهذا النشاط توسع معهد هدسون ليشمل الجغرافيا السياسية، والاقتصاد، والديموغرافيا، والأنثروبولوجيا، والعلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والتخطيط الحضري. ومن أبرز أنشطة معهد هدسون استخدامه لتقنيات تخطيط السيناريوهات للتنبؤ بالتطورات الطويلة المدى، وبالتالي أصبحت شهرته تتركز في دراساته المستقبلية، فهو الذي تنبأ بظهور اليابان كثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتوقع ظهور العديد من التطورات التكنولوجية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المنزلية والمكتبية المرتبطة بشبكات التكنولوجيا. وردا على تقرير أعده نادي روما عام 1972م وقد أثار جدلا في العالم حول «حدود النمو» وأطلق فيه إنذار واسع النطاق حول احتمال ان يؤدي النمو السكاني الى نضوب الموارد، ومن ثم الى انهيار عالمي في القرن الحادي والعشرين. وكان رد معهد هدسون على هذا التقرير ان قام بتحليل خاص للسنوات الـ200 القادمة وتوصل إلى أن الابتكارات العلمية والعملية من المرجح ان تؤدي الى مستويات معيشية أفضل على مستوى العالم وذلك من خلال الحفاظ على التفاؤل حول المستقبل، وقد ورد هذا التحليل في كتاب بعنوان The coming Boom صدر عام 1982م لـهيرمان الذي كان المسؤول الأول في المعهد، حيث دافع من خلال تحليله في الكتاب المذكور عن أن ثورة التكنولوجيا والمعلومات الناشئة والتطورات المفاجئة في صناعة الطاقة كفيلة بأن تعطي فترة ازدهار غير مسبوقة في العالم الغربي في بدايات القرن الحادي والعشرين. وبهذه التحليلات العلمية أصبح معهد هدسون مركزا فكريا دوليا له مكاتب في بون بألمانيا، وباريس في فرنسا، وبروكسل ببلجيكا، ومونتريال بكندا، وطوكيو باليابان، كما أن له مشاريع بحثية أخرى تتعلق بكوريا الجنوبية وسنغافورة واستراليا وأمريكا اللاتينية. بعد هجمات 11 سبتمبر ركز معهد هدسون جهوده البحثية على القضايا الدولية وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية والإسلام، بالإضافة الى قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، كما ساهم وتعاون معهد هدسون مع الكثير من المراكز السياسية والاقتصادية والدينية والديمقراطية الناشئة، فمثلا هناك بحوث مشتركة مع مركز الإسلام والديمقراطية ومستقبل العالم الإسلامي، حيث يقوم هذا المركز بتنفيذ مجموعة متنوعة من البرامج البحثية وعقد مؤتمرات عامة تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات كالثقافة الدينية والتطورات الفكرية التي تؤثر على البلدان الإسلامية والأقليات المسلمة في جميع أنحاء العالم، والهدف من كل ذلك هو تحديد وتشجيع البدائل المعتدلة والديمقراطية للراديكالية الطائفية، كذلك كان أحد المشاريع الرئيسية لهذا المركز هو موضوع «الاتجاهات الحالية في الايديولوجية الإسلامية» التي نشر بحثها في 2005م. وكمثال آخر.. أسس معهد هدسون مركزا للحرية الدينية عام 1986م، كقسم يدخل من ضمن أنشطته البحثية، حيث يعمل هذا المركز ضمن مجموعة واسعة من الخبراء لتعزيز الحرية الدينية كعنصر متكامل للسياسة الخارجية الأمريكية، كما يسعى المركز للدفاع عن المؤمنين المضطهدين عن طريق تعزيز الحرية الدينية في جميع أنحاء العالم، ودعا المركز بعثات ميدانية استقصائية، ونشر الكثير من التقارير التي تتكلم عن الاضطهاد الديني لمختلف الأفراد والجماعات، وقام باتخاذ خطوات دفاعية نيابة عنهم في وسائل الإعلام ومع المسؤولين المعنيين في الكونغرس الأمريكي وكذلك السلطة التنفيذية، كذلك قام المركز بجهود لمساعدة المؤمنين المتدينين الذين تعرضوا للاضطهاد الديني في ظل الأنظمة الشيوعية، كما وسع جهوده في مجال تعزيز الحرية الدينية للمواطنين في الأنظمة الاستبدادية أيا كان نوعها». كما شملت أنشطة معهد هدسون من خلال أحد مراكزه البحثية المسمى مركز الرخاء العالمي دراسات بحثية حول خلق الوعي بين قادة الرأي وعامة الناس فيما يتعلق بالدور الحيوي الذي يقوم به القطاع الخاص سواء كان يعمل في مجال الربح أو عدمه، باعتبار ان القطاع الخاص يعد مصدرا رئيسيا للنمو الاقتصادي والازدهار التنموي في مختلف البلدان. فالمعهد يدعم المجتمعات الحرة، وأسواق رأس المال العاملة، والملكية الخاصة، والتجارة الحرة، كذلك الصحافة المستقلة وسيادة القانون والحكم الرشيد وحقوق الإنسان، كل هذه الأسس تعتبر في نظر المعهد أسسا رئيسية للازدهار الاقتصادي والرفاهية لشعوب العالم. طرح معهد هدسون مبادرة تحت اسم «الابتكار المستقبلي» كرّس فيها استدامة القدرات الأمريكية على تطوير الابتكارات التكنولوجية المتزايدة للقطاع الاقتصادي والاجتماعي، كما كان له مبادرة أخرى تمثلت في أبحاث وتحليلات لحلّ المشكلات المجتمعية من أجل تطوير البحوث بشأن تحسين المنتجات والتنفيذ السريع للاكتشافات والاختراعات الجديدة التي تصبّ في صالح هذه المجتمعات. وكان من بين أنشطة معهد هدسون البحثية مبادرته حول معالجة التهديدات المتزايدة التي تفرضها الأنظمة الأوتوقراطية على الأنظمة الديمقراطية الغربية، وقام بتحليل الممارسات المالية للحكومات الأوتوقراطية وقادتها، حيث ركزت المبادرة على تصميم سياسات جديدة وفعّالة من أجل منع الجهات العدوانية الأجنبية من سرقة ممتلكات دولهم واستخدام تلك الأصول ضد مواطنيها. وكان لمعهد هدسون نشاطات بحثية حول المبادئ الأساسية في معالجة تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لتصحيح المعلومات الخاطئة حولها، وتوثيق الأضرار التي يسببها تعاطي المخدرات، وتقديم التدابير الكفيلة بمحاربة هذه الآفة، وتقديم المعلومات الضرورية وذات الصلة لصانعي السياسة الفيدرالية والولايات المحلية لمعالجة أسباب الظاهرة.

مشاركة :