عمار يوسف (الرياض) أجمع دعاة ومحللون سعوديون على أن محاولة نظام الحمدين تحويل موسم حج هذا العام إلى مناورات سياسية، مصيرها الفشل كما حدث في الموسم الماضي، وهي استنساخ لتجربة إيرانية فشلت على مدى سنوات، سوف تتحول إلى وصمة عار في جبين هذا النظام الذي حجب الرابط المخصص للحجاج القطريين، وأطلق حملات تحذير وترهيب وتخوين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال الداعية السعودي الشيخ علي بن سليم العبدلي لـ«الاتحاد» إن حجب النظام القطري للرابط الإلكتروني الذي خصصته السلطات السعودية لتسهيل إجراءات دخول الحجاج القطريين إلى الأراضي المقدسة هو صد عن سبيل الله يتعارض مع جوهر الإسلام ومعانيه، وإنه لا يجوز على النظام القطري منع رعاياه من القدوم إلى الحج وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، مشدداً على أن قادة قطر يتحملون وزر منع رعاياهم من أداء الفريضة. وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الملك عبد العزيز أسامة مطرفي إن قطر تجرب للعام الثاني ما سبق أن جربته ولسنوات طويلة إيران في محاولة لتشويه صورة المملكة، والزعم بأنها تمنع وصول الحجاج لأداء المناسك، لكن الحكومة السعودية بحكمتها المعهودة أحبطت المحاولات القطرية لتسييس الحج عبر تخصيص رابط جديد لاستقبال طلبات الأشقاء القطريين الراغبين في أداء المناسك، بعد أن حجبت السلطات القطرية الرابط السابق. وأضاف «الرياض تدرك النوايا الخبيثة لقطر لذلك سارعت بإعلان ترحيبها بالحجاج القطريين واستعدادها لتقديم التسهيلات كافة لهم لأداء الفريضة». وشدد الباحث والمحلل عبدالمجيد بن فهد العرفج على أن محاولة نظام الحمدين تسييس الحج يمثل انحداراً سياسياً وأخلاقياً مريعاً، مشيراً إلى أن حجبها للرابط الذي خصصته وزارة الحج السعودية لتسجيل الحجاج يؤكد بما لا يدع مجالا للشك لكل قطري أن حكومة بلاده تقحم خلافاتها السياسية في أمر الحج وتحاول خلط الأوراق واستغلال هذه الشعيرة العظيمة لأهداف سياسية ضيقة، قائلاً، إن النظام القطري يختلق الأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة. وأضاف أن التاريخ يشهد على أن السعودية لم تقحم يومًا الخلافات مع أي دولة في شعيرتي الحج والعمرة، وظلت تضع هاتين الشعيرتين فوق أي اعتبارات سياسية. مشدداً على أن محاولة النظام القطري ترهيب وتحذير الحجاج من السفر هو استغلال بغيض لهذه الشعيرة المقدسة في خلاف سياسي هي التي تسببت فيه بدعمها للإرهاب. وأكدت أستاذة الإعلام والعلاقات العامة بجامعة نورة، نوال بخش أن إطلاق الأذرع الإعلامية التابعة للنظام القطري لعبارات الترهيب والتحذير بل والتخوين لمن يذهب إلى مكة المكرمة، يؤكد مدى الرعونة السياسية لهذا النظام. وقالت «إن حجب النظام الحاكم في الدوحة للرابط الإلكتروني الخاص بتسجيل الحجاج القطريين وعرقلة الراغبين في الحج ومحاولة منعهم عن أداء الفريضة أصبحت لعنة ستطارد تنظيم الحمدين بعد استخدام الحج ضمن شعاراتهم السياسية تحقيقاً لأهدافهم الدنيئة». وفي الإطار نفسه، قال الباحث في العلاقات الدولية حمدان الشهري لموقع «سكاي نيوز عربية» «الداخل القطري غاضب جدا، لكنه لا يستطيع أن يواجه القبضة الأمنية»، مشيراً إلى انتقام السلطات في الدوحة من حجاج قطريين سابقين وآخرين أدوا عمرة رمضان بسبب أحاديثهم عن ترحيب المملكة بهم. وأضاف أنه في حين تحرص السلطات السعودية على تسهيل الإجراءات للراغبين في أداء الحج هذا العام، تحاول قطر تسييس الحج ولعب الدور الإيراني في منعه. وتوقع عدم صمود الداخل القطري طويلا أمام منع الحج للعام الثاني على التوالي. وقال الباحث في العلاقات الدولية أحمد الفراج، إن الشروط التي تفرضها قطر للسماح لحجاجها بالسفر تؤدي إلى تسييس الحج. وأكد أن تعنت السلطات القطرية سيزيد من نقمة الداخل على النظام، مضيفاً «معظم الشعب القطري مستاء من سياسات نظام الدوحة حتى قبل المقاطعة العربية له». وأضاف: «من كان يصدق أن تأتي دولة إسلامية في يوم من الأيام لتعاقب مواطنيها بمنعهم من أداء فريضة الحج». ورأى أن التصرفات القطرية تجاه حجاجها تشير إلى أنها ستواصل مسلكها الذي دأبت عليه منذ عام.
مشاركة :