اعترض ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في مشهد، أحمد علم الهدی، على وصف مهاجمی السفارة والقنصلية السعوديتين بـ«المتطرفين» و«منتهكي القانون»، وقال إن «المجتمع الثوري الإيراني لا يسعى إلى علاقات مع الدول العربية»، معتبرا وجود مراكزها الدبلوماسية في إيران «وصمة عار»، حسبما أفادت وكالة أنباء «إيسنا». ودافع علم الهدى خلال حضوره مناسبة للحرس الثوري عن الإرهابيين الذين صدرت بحقهم في السعودية أحكام القصاص الأسبوع الماضي، وسط حشود حملت صورا لرموز الإرهابيين، منهم فارس آل شويل ونمر النمر، مضيفا أن من هاجم السفارة يدافعون عن «الثورة» وأنه يجب ألا يتم وصفهم بـ«المتطرفين». ويعد علم الهدى أول رجل دين إيراني يمثّل خامنئي يؤيد الهجوم على مقر السفارة السعودية بشكل مباشر. إلى ذلك، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس» صورا لعناصر من الحرس الثوري الإيراني و«الباسيج» وهم يحملون صورا تترحم على فارس آل شويل، منظّر «القاعدة»، ونمر النمر؛ الأمر الذي يؤكد علاقة إيران بالإرهابيين، لأنها احتضنت كثيرا منهم طوال السنوات الماضية وحتى الآن. وأكدت وكالة «فارس» أمس صحة تلك الصورة، مستهجنة نشرها، ومعتبرة إياها منافية للمصالح القومية. يأتي ذلك في حين عدّ المرجع مكارم شيرازي، في بيان السبت الماضي، الإرهابيين الذين نفّذت السعودية القصاص في حقّهم، «أبرياء». وكان عناصر الحرس الثوري و«الباسيج» قد نظموا استعراضا في شوارع أرومية، شمال غربي إيران، يوم الثلاثاء الماضي، تأييدا للهجوم على المراكز الدبلوماسية السعودية. كما نشرت مواقع إيرانية صورا تظهرهم وهم يحملون أسلحة نارية ولافتات. وكان رئيس «مؤسسة خامنئي» التابعة للحرس الثوري في أرومية، مهدي مهدوي، مرافقا لعناصر الحرس الثوري في الاستعراض العسكري الذي وصفته وكالة «مهر» الحكومية بـ«الرمزي». من جهته، وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني الهجوم على السفارة بـ«تحرك غیر متعمد من فئة قليلة»، مستغربا المواقف الدولية بعد الهجوم. وعلى الرغم من تأكيد السعودية ترحيبها بالحجاج الإيرانيين، فإن حسين أمير عبد اللهيان قال إن بلاده لا تسمح بأداء مناسك العمرة، مؤكدا أنها تنتظر رأي مراجعهم الشيعية بخصوص موسم الحج. بدوره، اعتبر وكيل وزير الخارجية الإيراني، مرتضى سرمدي، أن الاعتداء «أمر مرفوض»، لكنه وصف مهاجمي السفارة في طهران بـ«الفئة القليلة»، وفقا لما نقلته وكالة «إيرنا». يذكر أن مسؤولين إيرانيين، بمن فيهم قياديون في الحرس الثوري والأمن الإيراني، قد أدانوا الهجوم في الأيام الأخيرة، واعتبروه «خطأ فادحا»، و«مؤامرة يقف خلفها عناصر مدسوسة»، مشددين على سعي بلادهم لمنع تكرار أحداث مشابهة في المستقبل. وكان وزير الداخلية الإيراني رحمان فضلي قد أمر قبل يومين بتشكيل لجنة رباعية، تضم السلطة القضائية ووزارتي المخابرات والداخلية ومحافظة طهران، لبحث ملابسات الهجوم على المقار الدبلوماسية السعودية. بدوره، أعلن المدعي العام الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن الادعاء العام في طهران فتح تحقيقا عاجلا بعد هجوم السبت على مبنى السفارة وحقق مع الموقوفين، وأن الأجهزة الأمنية والمخابراتية تدرس الموضوع من مختلف الجوانب قبل إعلان النتائج. إلى ذلك، أعلنت الحكومة الإيرانية بعد أيام من إعلان السعودية وقف العلاقات التجارية مع إيران، أنها ستمنع استيراد المنتجات السعودية وتلك التي تمر عبر الأراضي السعودية، كما أعلنت استمرار وقفها رحلات العمرة. على صعيد متّصل، یری الشارع الإیراني أن بلاده تخوض حربا بالوكالة ضد الدول العربية من خلال تدخلاتها في أكثر من بلد عربي، كسوريا واليمن والبحرين، كما يتحدثون عن حرب تلوح في الأفق بين إيران والدول العربية، الأمر الذي يدفع المواطن الإيراني ثمنه بشكل يومي من خلال التدهور الاقتصادي وتضاعف معدلات الفقر.
مشاركة :