عدة الشتاء - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/18/2014
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

لا زالت بعض البيوت والأسر التقليدية في الوطن تلتزم بطقوس الشتاء. خصوصا في الاجتماع حول المنقل المجهز بنار الجمر أو الحطب. وفي المنقل تنتصب باعتزاز مشوب بالإغراء دلة حليب فيه شيء من الزنجبيل، وإلى جانب الدلة ذات الشكل المميز ينتصب ابريق شاي جزيل وجمّ لمن أراد أن يخلط الشاي بالحليب. وغير بعيد عن المنقل يتربع إناء فيه الشابورة والكليجا (ينسون الفطائر والكيك والدونات لبعض الوقت). وأرى أن لكل شعب طقوسه وأوقاته ومواسمه فيما يتعلق بالطعام. الانجليز التقليديون إنهم لا يشعرون بلذة الإفطار الصباحي إذا لم يشمّوا رائحة الخبز المحمّص "التوست" في المطبخ أو في مطعم الفندق. وال"توست" لم أذكرها ضمن المسميات في العنوان.. لكنني أعجب من كثرة المسميات لمادة تكاد تكون واحدة إعداداً وتغذية.. فأهلنا في الخليج والعراق يسمون الكعك بَقصَم.. وأهلنا في الحجاز يسمونه "شابورة" وفي مصر بقسماط. وقد استعاض به البحارة والغواصون عن عملية إعداد الخبز في التنور كل صباح.. إلى جانب صبره وتحمله مختلف الأنواء.. وكان "الكعك" ضمن تجارة ازدهرت في القصيم تأتي من مكة معبأة في صناديق محكمة الإغلاق.. فمع الحليب يقوم مقام الخبز في البيوت المتوسطة الحال.. لأنه أقرب ملاءمة وأسرع من الكليجا باهظة التكلفة والتي تحتاج إلى مواد و"نقوش" لا تتوفر في كل منزل. ولابد أنكم لاحظتم معي انتشار استعمال "الشابورة" في زمننا الحاضر.. وتطورت بحيث ظهرت في أغلفة ملونة على أرفف الأسواق المركزية التي تستورد الجبن السويسري والفرنسي ومياه الينابيع من "فيشي" و"إيفيان" المدينتين المشهورتين بجودة مياههما. تكلفة الشابورة للمستهلك أكبر من تكلفة شراء الخبز العادي ومع هذا عاد إليها متطوعاً.. على كل حال عندي أنها أكثر ذوقاً للاستعمال داخل المكاتب من "الفول والتميس". لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :