راجت عند بعض القدماء أن الرأس لا يبرد، بدليل أن ( الفرنج ) أي الغربيين يمشون في الأسواق ورؤوسهم عارية. ومع هذا كله فلا نزال نرى طلاب المدارس الدولية في أيام الشتاء القارس يرتدون أغطية للرأس مختلفة الأشكال والألوان. وعندنا في منطقة نجد أذكر أن الأطفال يرتدون لباسا للرأس اسمه " القُبِعْ " وهو يُجلب من الهند وأيضا يُصنّع محليا لتغطية الهامة والآذان. ولا يلبسهُ – أذكر – إلا الأطفال لغرض الشتاء القارس. معنى قبع في الصحاح في اللغة قَبَعَ القنفذُ يَقْبَعُ قُبوعاً: أدخل رأسه في جلده، وكذلك الرجل إذا أدخل رأسه في قميصه. وقَبَعَ في الأرض: ذهب. وربما لاحظنا أن القبعة بالإنجليزية هي (كاب) cap وعلى هذا تكون المفردة جاءت من الإنجليزية. ومن مستلزمات الشتاء من الملابس كان الناس يصنعون نوعا من الحذاء اسمه "زرابيل" وهو جوارب من الصوف النقي مغلّف من الخارج بجلد أصلي سميك، فهو لا يحتاج إلى جوارب (All-in). ولم تكن البلاد تستورد أي نوع من أنواع ألبسة القدم. وعند معظم أهلنا في الكويت يلتزمون بتاريخ محدد بموجب تقويم بتبديل ملابس الصيف بملابس الشتتاء. ومن مظاهر العادات الغذائية في معظم أجزاء جزيرة العرب انتشار الأكلة الشعبيىة المسماة بال" حنيني " ولا أعرف اشتقاق الاسم، كذلك لا أجد دليلا غذائيا يربطهُ بالشتاء، وقد كانوا يغرقونه بالزبد الطازج والحرّ، وربما كان ذلك السبب في الاعتقاد بأن المادة الغذائية تلك مؤهلة لنقل المرء عبر يومه دون الحاجة إلى تكرار الوجبات، وهذا – أو هكذا كان الاعتقاد – يجعل المرء يشعر بالدفء. وأيام كنا في لندن عرفنا كويتيا من جذور نجدية يعشق الحنيني، حتى إن أهله في الكويت يبعثون إليه الأكلة بين حين وآخر، وكان يجد صعوبة في استلامها لوجود التحفظ على الأطعمة الجاهزة. وفي لندن يطيب الحنيني، والطقس البارد يُساعد على تقديمه. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :